مِنْ نُونِيَّةِ الْأَنْدَلُسِيِّ الْقَحْطَانِيِّ
لَا تَفْتَكِرْ فِي ذَاتِ رِبِّكَ وَاعْتَبِرْ ... فِيمَا بِهِ يَتَصَرَّفُ الْمَلَوَانِ
وَاللهُ رَبِّي مَا تُكَيَّفُ ذَاتُهُ ... بِخَوَاطِرِ الْأَوْهَامِ وَالْأَذْهَانِ
أَمْرِرِ أَحَادِيثَ الصِّفَاتِ كَمَا أَتَتْ ... مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ وَلَا هَذَيَانِ
هُوَ مَذْهَبُ الزُّهْرِي وَوَافَقَ مَالِكٌ ... وَكِلَاهُمَا فِي شَرْعِنَا عَلَمَانِ
لِلَّهِ وَجْهٌ لَا يُحَدُّ بِصُورَةٍ ... وَلِرَبِّنَا عَيْنَانِ نَاظِرَتَانِ
وَلَهُ يَدَانِ كَمَا يَقُولُ إِلَهُنَا ... وَيَمِينُهُ جَلَّتْ عَنِ الْأَيْمَانِ
كِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ وَصْفُهَا ... وَهُمَا عَلَى الثَّقَلَيْنِ مُنْفِقَتَانِ
كُرْسِيُّهُ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ العُلَا ... وَالْأَرْضَ وَهْوَ يَعُمُّهُ الْقَدَمَانِ
وَاللهُ يَضْحَكُ لَا كَضِحْكِ عَبِيدِهِ ... وَالْكَيْفُ مُمْتَنِعٌ عَلَى الرَّحْمَنِ
وَاللهُ يَنْزِلُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ ... لِسَمَائِهِ الدُّنْيَا بِلَا كِتْمَانِ
فَيَقُولُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأْجِيبُهُ ... فَأَنَا الْقَرِيبُ أُجِيبُ مَنْ نَادَانِي
حَاشَا الْإِلَهَ بِأَنْ تُكَيَّفَ ذَاتُهُ ... فَالْكَيْفُ وَالتَّمْثِيلُ مُنْتَفِيَانِ
وَالْأَصْلُ أَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ ... شَيْءٌ تَعَالَى الرَّبُّ ذُو الْإِحْسَانِ
وَحَدِيثُهُ الْقُرْآنِ وَهْوَ كَلَامُهُ ... صَوْتٌ وَحَرْفٌ لَيْسَ يَفْتَرِقَانِ
لَسْنَا نُشَبِّهُ رَبَّنَا بِعِبَادِهِ ... رَبٌّ وَعَبْدٌ كَيْفَ يَشْتَبِهَانِ
فَالصَّوْتُ لَيْسَ بِمُوجِبٍ تَجْسِيمَهُ ... إِذْ كَانَتِ الصِّفَتَانِ تَخْتَلِفَانِ
حَرَكَاتُ أَلْسُنِنَا وَصَوْتُ حُلُوقِنَا ... مَخْلُوقَةٌ وَجَمِيعُ ذَلِكَ فَانِي
وَكَمَا يَقُولُ اللهُ رَبِّي لَمْ يَزَلْ حَيًّا ... وَلَيْسَ كَسَائِرِ الْحَيَوَانِ
وَحَيَاةُ رَبِّي لَمْ تَزَلْ صِفَةً لَهُ ... سُبْحَانَهُ مِنْ كَامِلٍ ذِي الشَّانِ
وَكَذَاكَ صَوْتُ إِلَهِنَا وَنِدَاؤُهُ ... حَقًّا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ
وَحَيَاتُنَا بِحَرَارَةٍ وَبُرُودَةٍ ... وَاللهُ لَا يُعْزَى لَهُ هَذَانِ
وَقِوَامُهَا بِرُطُوبَةٍ وَيُبُوسَةٍ ... ضِدَّانِ أَزْوَاجٌ هُمَا ضِدَّانِ
سُبْحَانَ رَبِّي عَنْ صِفَاتِ عِبَادِهِ ... أَوْ أَنْ يَكُونَ مُرَكَّبًا جَسَدَانِي
إِنِّي أَقُولُ فَأَنْصِتُوا لِمَقَالَتِي ... يَا مَعْشَرَ الْخُلَطَاءِ وَالْإِخْوَانِ
إِنَّ الَّذِي هُوَ فِي الْمَصَاحِفِ مُثْبَتٌ ... بِأَنَامِلِ الْأَشْيَاخِ وَالشُّبَّانِ
هُوَ قَوْلُ رَبِّي آيُهُ وَحُرُوفُهُ ... وَمِدَادُنَا وَالرَّقُّ مَخْلُوقَانِ
مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ ضِدَّ مَقَالَتِي ... فَالْعَنْهُ كُلَّ إِقَامَةٍ وَأَذَانِ
رَحِمَ الْأِلَهُ أَبَا مُسْلِمٍ وَالقَحْطَانِي، مَعَ رَبَّةِ بَيْتٍ وَسَائِرِ الْإِخْوَانِ ...
فَإِنْ قَالُوا كَسَرْتَ الْوَزْنَ، قُلْتُ فَعَلَهَا قَبْلِيَ الْحِبُّ مِنْ عَدْنَانِ ...
وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
ـ[أم محمد]ــــــــ[26 - 11 - 2011, 09:59 ص]ـ
رحم الإلهُ صداك يا قحطاني!
وجزاك خيرًا -أخي الكريم-؛ نقل موفَّق فصل!
ـ[د. خديجة إيكر]ــــــــ[27 - 11 - 2011, 02:42 م]ـ
.
2 ـ الآيات التي تتحدث عن جزاء المؤمنين:
وهذه الآيات استعمل فيها الماضي كذلك للدلالة على المستقبل، من ذلك:
- قوله سبحانه وتعالى: (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقَّاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) الإنسان: 11/ 12
- وقوله جل جلاله: (ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً لَظَلُّوا من بعده يكفرون) الروم / 51. وتقديره: ليظَلُّنَّ، فهو دالٌّ على الاستقبال.
- وقوله سبحانه وتعالى: (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقا) الأعراف / 44. فاستُعمل هنا كذلك الماضي للدلالة على المستقبل لتحقُّق وقوع هذا النداء حتما ً.
- وقوله عز وجل: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا) الكهف / 107.
- وقوله سبحانه وتعالى: (إنا أعطيناك الكوثر) الكوثر / 1. واستعمل فعل أعطى هنا للدلالة على المستقبل حيث تتحدث الآية الكريمة عن النهر الذي في الجنة، الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوف فقلت ماهذا ياجبريل، قال هذا الكوثر).] صحيح البخاري: كتاب التفسير، سورة إنا أعطيناك الكوثر: ج 5/ 92.
-3 الآيات التي تتحدث عن مواقف الكفار يوم القيامة وأحوالهم، وعذابهم الأليم، ومنها:
قوله تبارك وتعالى: (حتى إذا جاءنا قال ياليت بيني وبينك بعد المشرقين) الزخرف /38.
قوله سبحانه وتعالى: (فأّذَن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) الأعراف / 44.
وقوله جل جلاله: (إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا) الإنسان: 4. .
وقوله سبحانه وتعالى: (على الأرائك ينظرون هل ثُوِّب الكفار ما كانوا يفعلون). المطففين: 35/ 36. قال الإمام القرطبي: "ومعنى هل ثُوِّب أي هل جوزِيَ بسخريتهم في الدنيا بالمؤمنين إذا فُعِل بهم ذلك ... فيكون معنى هلْ التقرير " (تفسير الجامع: المجلد 10/ج 19/ 176) وليس معناها السؤال.
¥