ملتقي اهل اللغه (صفحة 2501)

والمشهور أن هذا الكلام من قول ذي النون المصري، كما رواه عنه ابن عساكر في (تاريخه) ونقله عنه القشيري في (الرسالة) والقاضي عياض في (الشفا) والذهبي في (السير). وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب (الاستقامة) نحوه من كلام الحلاج ثم قال: هذا كلام مجمل، ومعناه الصحيح أن حقيقة الرب لا يتصورها العبد، من تصور شيئا اعتقد أنه حقيقة الرب فالله بخلاف ذلك. والمعنى الباطل أن يقال كلما تصوره العبد وعقله فهو مخالف للحق فليس الأمر كذلك انتهى ..

وأما حديث (لا فكرة في الرب) فقال ابن كثير: ليس بمحفوظ بهذا اللفظ، وإنما الذي في الصحيح: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا حتى يقول: من خلق ربك، فإذا بلغ أحدكم ذلك فليستعذ بالله ولينته.

وقول صاحب المقال: (يُحاسب الخَلقَ بكلامه الذي ليس حرفًا ولا صوتًا ليس مقابلة) وبعده قوله: (يُحاسبهم بكلامه يُسمعُهم كلامَه الذي هو ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغةً) كلام يكفي في إبطاله تصوره، كما يقولون، وهو يخالف ما ثبت عن الإمام أحمد في كتاب (اعتقاد الإمام ابن حنبل) الذي نقل منه صاحب المقال، ففيه: إن القرآن كيف تصرف غير مخلوق، وإن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف. انتهى.

وراجع في تفصيل ذلك الفتويين: 19390، 35232.

وقول صاحب المقال: (يَرَونَهُ بلا كيف ولا جهة لا يَرَونَهُ هكذا إلى فوق ولا يَرَونَهُ هكذا مُتَحَيّزًا إلى يمينهم ولا يَرَونَهُ مُتَحَيّزًا إلى جهة تحت بل بلا كيفٍ ولا جهة)، فهذا الكلام حقيقته إنكار الرؤية، وهو من قول المبتدعة.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: والمؤمنون يرون ربهم يوم القيامة في الجنة في جهة العلو، وأما القول بأنه يرى لا في جهة فهو قول المبتدعة، وهو قول باطل يخالف ما ثبت في الأدلة من علو الله على خلقه. انتهى.

وفي بحث عن عقيدة الإمام الشافعي للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس، نشر في (مجلة البحوث الإسلامية) قال: أخرج اللالكائي عن الربيع بن سليمان قال: حضرت محمد بن إدريس الشافعي جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قوله تعالى: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ. قال الشافعي: فلما حجبوا هؤلاء في السخط كان هذا دليلا على أنهم يرونه في الرضا، قال الربيع: قلت: يا أبا عبد الله، وبه تقول؟ قال: نعم، إثبات أن الله متكلم بكلام حقيقي وكلام الله غير مخلوق به أدين الله.

قال: يرد الإمام الشافعي بقوله هذا على أصناف من الجهمية المعطلة كالمعتزلة حيث ينكرون رؤية المؤمنين ربهم بأبصارهم، كما يرد على الماتريدية والأشعرية حيث يزعمون أن المؤمنين يرون ربهم ولكن لا فوق ولا تحت ولا خارج ولا داخل ولا في جهة، وإلى آخر هذيانهم الذي جعلوا به الرؤية من المستحيلات الممتنعات، فصار قولهم هذا من أبطل الباطل لوجهين، الأول: الإنكار للرؤية وإن اعترفوا بها ظاهرا. الثاني: إنكار العلو لله تعالى. وهذا من أعظم الكفر وأقبح الإلحاد في صفات الله تعالى. انتهى.

ومن المناسب أن نختم الجواب على مسألة الرؤيا خاصة وعلى المقال عامة، بقول الطحاوي رحمه الله: والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا: وجوه يومئذ ناضرة .. إلى ربها ناظرة. وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه، وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال، ومعناه على ما أراد لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا فإنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه. انتهى.

المصدر " فتاوى الشبكة الإسلامية "

ـ[د. خديجة إيكر]ــــــــ[24 - 11 - 2011, 01:48 ص]ـ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده وبعد:-

فهذه أسئلة دارت في ذهني وأنا أقرأ هذا المقال

السؤال الأول: هل يجوز أن نقول " فالزمن لا يتعلق بالله تعالى مثل تعلقه بسائر المخلوقات، ذلك أنه سبحانه مطلق متعال عن الزمان والمكان. "

لا يجوز فقط بل يجب، هل يُنكِرعاقلٌ أن الله مطلق؟ كيف تَفهَم قوله سبحانه وتعالى: ((هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم))؟ فالله سبحانه وتعالى فوق الزمان وفوق المكان.

فائدة:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015