ملتقي اهل اللغه (صفحة 2474)

كتب المؤلف الأستاذ أحمد محمد صقر على غلاف كتابه الأول "نموذج للمرأة المسلمة، السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها" وهذا هو الواقع الذي يعلمه الجميع، والذي يوهمنا أن الأستاذ أحمد صقر قصد الكتابة عن أمنا خديجة ليجلي سماتها للتأسي، فهل استمر عليه الأستاذ أحمد صقر؟

لا.

كيف؟

كتب في التقديم ص ص 3 - 4 ما ينسف السابق.

ماذا كتب؟

كتب موضحا فلسفة عمله مختزلا السيدة خديجة أم المؤمنين في كونها امرأة عربية تقدم مثالا للمرأة العربية التي تعيش واقعا يعلمه الجميع من اغتراب في العرف والعادة والتفكير والأمل والطموح عنها.

قال: " ... فيسرنا أن نقدم نموذجا للمرأة العربية المسلمة".

نراه هنا تراجع عن كون السيدة خديجة نموذجا للمرأة المسملة، فقيدها بالعربية مما جعلها تترك حيزا كبيرا مما كان لها في الغلاف.

قال: " ... ردا على من يظلمون الإسلام ويدعون أن المرأة العربية في ظل الإسلام لا تصلح إلا للبيت، وأن الإسلام يمنع المرأة من المشاركة في الحياة العامة والعمل".

نراه يزداد تراجعا ويخلصها نموذجا للمرأة العربية بعد أن حذف وصف "المسلمة".

أما قضية عمل المرأة فهي موضوع كامل ليس هذا مكان مناقشته، لكن يلزمنا أن نشير إلى أن إدارة أمنا خديجة أعمالها لم يكن كما تفعل سيدات المجتمع الآن.

قال: "المرأة العاملة التي اقتحمت سوق العمل".

وهنا ينقض ما سيحكيه هو من أحوال توضح أن العمل أقحم عليها نظرا إلى وفاة والدها وزوجها لا أنها هي التي اقتحمته؛ فهذه مغالطة.

قال: "الأم التي أحسنت تربية بناتها وأهلتهن ليكن مثلها في تحمل المسئوليات ويشرفن وطنهن".

زج بالوطن حيث لا مكان له؛ فإن السيدة خديجة لم يدر بخلدها وطن، إنما كان همها إسلام ودين ودعوة.

وهل يتعارض الإسلام مع الوطن والوطنية؟

هذه قضية ليس هذا مكانها، لكن الوطنية إذا انفردت صدمت الإسلام كما عايشنا ذلك بعد أن أثار الاستخراب المسمى استعمارا أمر الوطنيات والقوميات؛ مما جعل الوطن قبل الإسلام، ومما جعل المسلم يحارب المسلم تحت راية غير المسلم؛ لأن هذا من وطن وهذا من وطن.

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[14 - 01 - 2012, 01:36 م]ـ

نقد وجهة نظر الغائب في القصص التي تجعل رسول الله شخصية أدبية (الجزء الآخر)

ثانيا- البناء الفني ووسائله

(6)

بعد أن أوضح الكاتب هذه الفلسفة التي سيعمد إلى بثها خلال قصته، أو التي اختار السيدة خديجة لبثها؛ لأنها تمثل موضوعه الذي جعله يقدم السيدة خديجة؛ فهو لم يقصدها ليجلي سماتها فقط أما للمؤمنين، بل ليجلي سماتها التي تخدم فكرته وموضوعه.

فعل ذلك على عكس ما ينبغي وعلى عكس ما فعله الأستاذ إبراهيم محمد الجمل في قصته "أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين" المقررة على الصف الأول الإعدادي.

كيف؟

لقد حدد الرجل فلسفة عمله في قوله في المقدمة ص3: "يسعدنا أن نقدم لكم قصة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ... وهدفنا من تقديم هذا الكتاب لكم يتمثل في:

1 - تعرف سيرة هذه المناضلة العظيمة وما قدمته لدينها وقومها.

2 - تعرف أسلوب حياة المسلمين في عصور الإسلام الأولى وما قدموه في سبيل المحافظة على الإسلام ورفع رايته.

3 - الاقتداء بهؤلاء العظماء في سلوكهم القويم".

ثم أكد ذلك في الخلاصة ص45 حيث قال: "تختتم هذه القصة بالهدف الذي نسعى إليه وهو الأسوة والقدوة في سيرة أسماء في الكرم وقوة الإيمان والصبر والشجاعة والصمود؛ لتكون نبراسا لكل فتاة مؤمنة معتزة بربها ودينها ونفسها، والله الموفق".

هذا ما ينبغي أن يكون هدفا من سير هؤلاء العظماء الذي ما كانوا إلا بالدين وللدين.

وقد جاءت القصة وأحداثها وبناءها وفق هذا الهدف فخرجت متميزة عن تلك التي نحن بصددها، وقد يكون ذلك من المؤلف أو من المراجع الذي أعدها للدراسة الأستاذ مصطفى كامل مصطفى وقد يكون من المراجع الأستاذ أحمد حسن حمزة.

لكن ما يهمنا أن هذا هو النموذج للفكرة التي تحدد معالم البناء الفني بوسائله.

(7)

أقول: بعد أن حدد فلسفة عمله حدد وجهة النظر الذي سيروي من خلالها الأحداث.

فماذا كانت؟

كانت وجهة نظر الغائب التي تجعل المؤلف هو المهيمن على كل عناصر قصته من شخصيات ورسمها ظاهرا وباطنا وحوارا ومناجاة وغير ذلك، وهذه خطرة زلقة.

كيف؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015