بوجه خاصّ.ولا يخفى أنّ "التمييز بين الجملة باعتبارها شكلا نظريا مجرّدا والجملة باعتبارها صيغة منجزة أنجزها متكلّم في سياق معيّن" [5] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5) هو المسلك الذي سيمهّد لظهور الدراسات الأدبيّة التداوليّة.
إنّ المزاوجة بين قراءة الخطاب التراثي في مختلف علوم العربيّة
والحاصل المعرفي الحديث في مجال الحجاج يمكن أن يفضي بالدرس الأدبي العربي إلى الإسهام في تأصيل المنهج التداولي واستغلاله في قراءة الخطابات الأدبيّة ذات القيمة التداوليّة.
المراجع الممكن اعتمادها:
- ابن الأثير المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر (خاصّة الجزء الثاني) - أرسطو: الخطابة - بدر الدين الزركشي: البرهان في علوم القرآن
- ابن سنان الخفاجي: سرّ الفصاحة
- السيد الشريف الجرجاني: التعريفات
- عبد القاهر الجرجاني: دلائل الإعجاز
- محمد الخطابي: لسانيات النصّ
- محمد الشاوش: أصول تحليل الخطاب
[1] راجع خاصةكتابه مشاكل اللسانيات العامة معرّب عن الفرنسيّة في طبعات مختلفة.
[2] مصطلح المتخاطب هو المصطلح الواجب استخدامه في دراسة النصّ الأدبي دراسة تداولية لأنّه ينهض على التصوّر التداولي للتواصل بين المتكلّم والمخاطب،فكلّ متكلّم يراعي في إنشاء خطالبه مخاطبا خصوصا وهو يتحوّل في أغلب مقامات التخاطب إلى مخاطب وفق قاعدة تبادل المواقع المستمرّ بين المتخاطبين، وكلّ مخاطب هو أيضا متكلّم لأنّه يتبادل كذلك موقعه والمتكلّم الأوّل، وكلّ متكلّم يوجّه المخاطب إلى استعمال بنية كلاميّة مخصوصة فعندما يطرح سؤالا عن حال من الأحوال يكون الجواب حاملا لدلالة الكيفية التي يتضمّنها الحال.
[3] انظر المفال ضمن أعمال ندوة صناعة المعنى وتأويل النصّ، منشورات كلية الآداب منّوبة تونس 1992.
[4] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref4) انظر تحليله للبعد التداولي في اللغة ضمن ما يسمّى باللسانيات التداولية الإدماجيّة: عز وجلire et ne pas dire collection Savoir Paris 1980.
[5] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref5) انظر محمّد الشاوش أصول تحليل الخطاب في النظريّة النحويّة العربيّة،منشورات كليّة الآداب جامعة منّوبة تونس 2001. ص 58.
يارب فهمني
ـ[تألق]ــــــــ[03 - 02 - 2012, 02:00 ص]ـ
طبعا لا أريد شرحا تفصيليا لما سبق حسبي فقط الإججابة على الأسئلة الثلاث في المقدمة.
ـ[عائشة]ــــــــ[03 - 02 - 2012, 01:11 م]ـ
ما المسؤول عنها بأعلم من السَّائل
محمود الطناحي
مجلة «الهلال»، أبريل 1996
ابنتي طالبة بقسم اللغة العربية بإحدى كليات الآداب، وأنا أعلّم العربية في كلية مناظرة، فكان حقًّا علي أن أكون في عون ابنتي فيما يشكل عليها مما تدرس من علوم العربية، ويشق على المدرس كثيرًا أن يمارس عمله مع أبنائه، ولكني أغالب هذا الشعور استجابة لعاطفة الأبوة، لكني أيضًا أقف عاجزًا أمام كثير مما تدرسه ابنتي، وبخاصه ما يتصل بعلوم النقد الأدبي والبلاغة والأدب المقارن وتحليل النصوص، فكثير مما يقدم من هذه العلوم للطلبة الآن كلام عجيب حقًّا، وليس له من العربية إلا الحروف والأفعال والأسماء، مصبوبًا ذلك كله في نظام نحوي صحيح في جملته، لكنك إذا أردت أن تخرج منه بمعانٍ أو دلالات ذات معنى أعجزك ذلك، فهو كلام «تعقل مفرداته ولا تفهم مركباته» كما وصف ابن دقيق العيد كلام ابن سبعين الصوفي، وأحيانا لا تعقل مفرداته، ولذلك يعجزني -على كثرة ما قرأت وحفظت- أن أجيب ابنتي على ما تسأل، وكثيرا ما أجيبها: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل»، ثم أصلِّي على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
وقد لجأت إلى زملائي الذين يعرفون لغة القوم، من أصحاب الألسنية والبنيوية والتفكيكية، ليدلوني على أمثل طريقة لتفهم ابنتي ذلك الكلام، فقالوا: لا سبيل أمامها إلا أن تحفظ ذلك الكلام بحروفه لتضعه كما هو في ورقة الإجابة.
وهذا رأي خطير جدًّا، لأن معناه أن يتحول الطالب إلى ببغاء يردد دون أن يفهم، ومعناه أيضًا أن يفقد الطالب القدرة على أن يؤدي بألفاظ من عنده كلام أستاذه، وهو ما ترفضه نظريات التربية القديمة والحديثة.
وقد حاولت أنا فعلاً أن أجد كلمات مرادفة لهذا الذي تقرؤه ابنتي من كلام أساتذتها، فلم أرجع بشيء ذي بال، وكنت حريًّا أن أذكر شيئًا من هذا الذي تعانيه ابنتي وأعانيه معها، ولكني لا أريد أن أحمل «الهلال» وزر هذا الكلام والرد عليه، لكنه في الجملة كلام يدور حول التناص والتماهي والتفكيك والتفجير اللغوي، والإشكالية -إشكالية أي شيء- مع تلك البدعة الغريبة: بدعة «الأسطورة والأساطير» في الأدب العربي، فكل معاني الشعر الجاهلي وصوره وأخيلته مردودة إلى الأسطورة ومحمولة عليه ومفسرة بها.
وإن تعجب فعجب أن بعض الذين يكتبون هذا الكلام الغامض المعمَّى هم ممن نشأوا بالأزهر وتخرجوا في دار العلوم، والأصل في من يتخرج في هذين المعهدين أن يكون عربي الوجه واليد واللسان، ولكن هكذا كان، وربك يفعل ما يشاء.
------------------------
نقلتُها من: «مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي»: (2/ 693، 694).
¥