ـ[فريد البيدق]ــــــــ[05 - 06 - 2012, 09:39 م]ـ
(1)
المسلم الملتزم بإسلامه عليه أن يعرف حكم سلوكه قبل أن يسلكه.
كيف؟
إذا أحب الصيد، وعرف أنه سيمارسه- فواجب عليه أن يتعلم فقه الصيد. وإذا أحب التجارة أو السمسرة أو إدارة عمل تجاري فواجب عليه أن يدرس فقه المال والأعمال. وإذا أحب الفن التشكيلي وجب عليه أن يدرس فقه التصوير، وإذا أحب ... ، وإذا أحب ... إلخ.
وإذا أحب الأدب وجب عليه أن يدرس فقه الأدب الذي يدله على أهمية الكلمة، وخطر وظيفتها، ووجوب عدم إشاعة الفاحشة، و ... إلى آخر ما ذكرته في مقالات سابقة تعالج هذا الأمر.
هذه الدراسة القبلية ترسم له الأضواء في الأرض التي يود أن يتحرك عليها.
لماذا؟
لأنها تحدد نيته.
وما أهمية ذلك؟
أهميته أنها تجعله يحدد ضوابطه التي ستحكم سلوكه طوال سيره في نشاطه، وستحدد علاقاته، وستجعله يُنجح نشاطه مجتمعيا.
وهل الأدب نشاط؟ وإذا كان فهل هو نشاط مجتمعي؟
نعم، الأدب نشاط إنساني خاص في إبداعه بنسبة ما مجتمعي في تداوله يحكم بضوابط يحددها الدين ثم العرف والقانون في المساحات التي تركها الدين لتطور المجتمعات.
(2)
وهل يستلزم الأدب نية كغيره من سلوك المسلم؟
نعم.
لماذا؟
لأن النية شرط من شروط العبادات، وهي تفرق العادة عن العبادة.
كيف؟
ورد في صحيح البخاري: (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى. فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ).
وورد عند أبي داود وصححه الألباني (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ).
(3)
ولقد استطردت النية ومراعاتها في الدين واللغة.
كيف؟
في جريمة القتل نجد فرقا بين القتل العمد والقتل الخطأ، قال تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 92 - 93].
ونجد القلم يرفع عمن لا يقصد.
¥