ملتقي اهل اللغه (صفحة 2418)

ما البلاغة في نسبة الاسم إلى أبيه؟

ـ[عيطبول]ــــــــ[16 - 09 - 2012, 09:38 ص]ـ

السلام1

صباحكم مسرات

ما بلاغة نسبة الاسم إلى والده في الخطاب، والفرق بينه وذكره مجردًا؟

وهل هناك مؤلفات يرجع لها في هذا السياق؟

كقوله تعالى في شأن النبي عيسى بن مريم في غالب القرآن:

((وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ))

((إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ))

أو خطاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- لبنته فاطمة - رضي الله عنها -: يا فاطمة بنت محمد، ومرة يا فاطمة؟

{مع غض النظر عن عظيم مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومريم ابنة عمران}

بارك الله لكم في علمكم وعملكم.

ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[22 - 09 - 2012, 07:09 ص]ـ

أخي الكريم: أسئلتك تدل على تأمل وبحث عن الأسرار البلاغية وتدبر للقرآن العظيم، وهذا أمرٌ تُغبط عليه ..

بالنسبة للمواضع التي سألت عنها فالنكتة فيها ظاهرة.

فالآية الأولى فيها (اتخذوني وأمي) فناسب أن ينسب هنا إلى أمه.

وكذلك قوله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ) فهنا نسب إلى أمه لبيان نعمة الله عليه وعليها أيضاً.

بخلاف قوله: (يا عيسى إني متوفيك) فالخطاب خاص به.

وفي خطاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لابنته فاطمة رضي الله عنها بقوله: (يا فاطمة بنت محمد) بلاغة في بيان أن أبوته لها لا تغني عنها شيئاً مع كونه نبياًّ، فكأنها في العمل كسائر بنات الناس.

وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) ففيه بيان استوائها في الحكم مع غيرها مع غيرها، وهذا غاية الإنصاف.

بخلاف بعض النصوص التي خص فيها فاطمة بشيء فلم يقل (بنت محمد) وإنما قال: (فاطمة مني) وقال: (فاطمة بنت رسول الله) كحديث منع علي من الزواج على فاطمة ببنت أبي جهل حيث قال عليه الصلاة والسلام: (إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها).

وقال أيضاً فيه: (وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله أبدا) والحديث متفق عليه.

فهنا لم يناسب أن يقول: (بنت محمد) لاختلافها عن سائر النساء وانفرادها عن غيرها بهذه الخصوصية، والله تعالى أعلم.

ـ[ليندا نور]ــــــــ[18 - 10 - 2012, 10:51 م]ـ

وماذا عن " الاعتزاء"؟

ـ[عيطبول]ــــــــ[26 - 12 - 2012, 01:14 م]ـ

بارك الله فيك أستاذ جبران سحاري، فتحت شيئًا مما استغلق.

ـ[عائشة]ــــــــ[08 - 04 - 2013, 02:32 م]ـ

رد السلام1.

بارك الله فيكم.

هذا كلامٌ قرأتُه في {تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية}، فأحببتُ أن أنقلَه ههنا للفائدة، قالَ -رحمه الله-:

(فإنَّه لَمَّا كانَ الكلام في إثبات توحيد الله، والنهي عن الغلو في الدِّين الَّذي فيه تشبيه المخلوق بالخالق؛ قالَ: ((لن يستنكفَ المسيحُ أن يكون عبدًا للهِ ولا الملائكةُ المقرَّبونَ))، بعدَ أن قال: ((إنَّما المسيح عيسى بن مريمَ رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه))، وقال في الآية الأُخرَى: ((ما المسيح بن مريمَ إلا رسولٌ قد خلتْ من قبله الرسلُ وأمُّه صديقةٌ كانا يأكلان الطَّعام))، فنسبَه إلى أمِّه، وهذا قد جرَى في القرآن في غير موضعٍ، فنسبه إلى أمِّه؛ لينفيَ نسبته إلى غيرها، فلا يُنسبُ إلى الله تعالَى أنَّه ابنه، ولا إلى أبٍ من البشرِ؛ كما زعمت النصارَى الغالية فيه، ولا كما زعمت اليهود الكافرةُ به).

[تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية، الجامع لكلام الإمام ابن تيمية في التفسير: (6/ 139)، نقلاً عن: الاستغاثة في الرد على البكري].

فاصل1

{مع غض النظر عن عظيم مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومريم ابنة عمران}

لو اختيرَتْ عبارةٌ غيرُ هذه؛ لكانَ أَوْلَى في نظري.

ـ[احمد الشرفات]ــــــــ[17 - 04 - 2013, 01:16 ص]ـ

اشكركم على الافادة وجزاكم الله خيراً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015