ـ[نور الدين عماد]ــــــــ[18 - 10 - 2012, 10:10 م]ـ
....
هل لدى أحد الإخوة الكرام شاهد على تحدث العرب عن المستقبل بصيغة الماضي مع توثيق مصدره إن أمكن ... وأقصد شيئا غير ما ورد في القرآن الكريم.
وكمثال، هل يصح قولنا: لن يفوز غدا في المسابقة إلا من تحمل حرارة الشمس ... بصيغة الماضي مع أن المقصود من سيتحمل حرارة الشمس.
والسؤال بمعنى آخر
هل هذا الاسلوب وارد في اللغة العربية عند العرب اهل الفصحى قديماً وعند فصحاء وبلغاء اللغة حديثا؟ وشكرا لكم.
ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[19 - 10 - 2012, 07:06 ص]ـ
إن كان المقصود ما ذكرت فهذا مجاز باعتبار ما سيكون لسبق العلم بتحقق نظيره.
وإن كان قد سبق له ممارسة هذا العمل فهو على بابه حقيقة.
ـ[نور الدين عماد]ــــــــ[19 - 10 - 2012, 07:56 ص]ـ
اخي الكريم شكرا لك ولم تذكر امثلة كالتي طلبت في سؤالي. وقد ازيد في سؤالي قليلاً اريد شواهد على تحدث العرب ليس فقط عن المستقبل بل حتى عن المضارع بصيغة الماضي. واسقط شرطي السابق عندما قلت ليس من القران. بل لا مانع ومن السنة الصحيحة مع اقوال العرب واشعارهم.
ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[19 - 10 - 2012, 09:21 ص]ـ
أخي الكريم:
المثال الذي أوردتَه يحتمل أن يكون معناه مراعى في ذهن المتكلم وليس شرطا أن يفهمه السامع على ما يريد.
ولكن وردت أمثلة كثيرة فيها التعبير بالماضي في الاستثناء وتحتمل ما ذكرت من أهبة الاستعداد، وتحتمل أيضا خلاف ذلك أي: الوقوع حقيقة.
فمثلا لو قلت: (لن يحضر اليوم غزوة بدر إلا من طلب هلاك نفسه) وهذا مثال صناعي لكنه ينسحب على مرادك.
فهذا التعبير بالماضي قد يكون للمستقبل أي: من يطلب هلاك نفسه وعبرنا بالماضي لتحقق وقوع الهلاك.
وقد يكون الهلاك متحققاً لأنه هالك من الأصل بكفره وعناده وقتاله ضد النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الأمثلة الواردة: (التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى وبر وصدق) رواه ابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم وغيرهما.
فقد تكون التقوى ملازمة للتاجر من الأصل، وقد يكون هذا إنذاراً بأهمية التقوى وعبر عنه بالماضي.
ومثله قولك: (لن يفلح إلا من اتقى).
وأما توسعيك الدائرة في التعبير عن المضارع بالماضي فهذا كثير في القرآن ومنه ما يلي:
(وجاء ربك والملك صفا صفا)
(وحيل بينهم وبين ما يشتهون)
(أتى أمر الله فلا تستعجلوه)
(ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك)
وكل خبر عن يوم القيامة بالماضي فهو تعبير بالماضي عن المستقبل لتحقق الوقوع واستحضار الصورة ومعايشة الحدث، وهذا من بلاغة القرآن العظيم، والله ولي التوفيق.
ـ[نور الدين عماد]ــــــــ[19 - 10 - 2012, 10:44 ص]ـ
شكرا اخي الكريم ولكن ما زلت اريد امثلة من اقوال واشعار العرب القديمة.
اما قوله تعالى "اتى امر ربك فلا تستعجلوه " النحل آية 1. اتى هنا بمعنى قرب كما قال ابن كثير في تفسيره. وحتى لو اخذناها بمعنى جاء فموعد يوم القيامة مقرر ومحدد عند الله سلفاً قبل نزول القران بل قبل خلق الانسان والكون باكمله.
واما ما جاء في الآخرة فذلك اتى في سياق الاخرة وقد يكون خارجاً عن موضوع سؤالي. وايضا بامر من الله والله تعالى عندما يتكلم عن نفسه وعما يأمر به يوم القيامة لا يقاس بكلام البشر. فالفرق بين كلام الله وكلام البشر واضح جداً لما تقتضيه قدرته الشاملة.
ولعلي اضيف على امثلتك
ما رواه مسلم في صحيحه وابن ابي شيبة في مصنفه عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةُ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا.
وروى النسائي قول النبي لَا تَشْرَبُوا إِلَّا فِيمَا أَوْكَيْتُمْ عَلَيْهِ -جزء من حديث.
..
ومن القران الكريم وقول الله اعظم بصيغة المضارع الذي استخدم فيه فعل الماضي
قوله تعالى "وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ"الانعام (146). اي حرم عليهم ذلك الى يوم القيامة بشكل مستمر واستثنى اشياء وعبر عنها بافعال الماضي والمقصود صيغة تشمل الماضي والمضارعة والمستقبل لا الماضي وحدة.
وقوله تعالى "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ"المائدة اية 3.
وقوله تعالى ""وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ"الانعام 15والاعراف 33
وقوله تعالى "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"الروم (41). فخروج النساء عراه لم يكن الا في هذا العصر , واختراع القنابل النووية والبيلوجية وغيرها واهراق المواد الكيميائية والزيت ونحو ذلك في البحر لتلويثه.
وربما يدخل في ذلك قوله تعالى "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى"النجم (39).
¥