ملتقي اهل اللغه (صفحة 2404)

ومثل: لزيدٍ يدٌ عَليَّ، واليد حقيقتها هي العضو المعروف لكن المقصود هو النعمة أي أن لزيد عليك نعمة وفضل فقد ذكر في الجملة (اليد) وأراد (النعمة) والعلاقة بينهما أن اليد سبب منح تلك النعمة.

2 - المُسَبَّبِيَّة أي النتيجة مثل: أنزلت السماءُ نباتا، والنبات لا ينزل وإنما ينزل المطر الذي يسبب ظهور النبات، فهنا نقول بما أن المذكور في الجملة هو المسبَّب (النبات) فيكون المجاز المرسل علاقته المسببية.

مثال: قال الله تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا) ومعلوم أن الذين يستولون على أموال اليتامى إنما يأكلون أنواع الطيبات في بطونهم وليس نارا، ولكن ذلك المال الذي أكلوه سينتج لهم نارا يوم القيامة فذكر الله المسبب (النار) وأراد السبب (المال الحرام) فالعلاقة هي المسببية؛ لأن المذكور هو المسبب فالأصل الحقيقي هو إنما يأكلون في بطونهم مالا سيسبب لهم النار.

3 - الحالِّيَّة مثل: نزلتُ بالقومِ فأكرموني، ومعلوم أن القوم لا يُنزل بهم بل ينزل في المكان الذي يسكنه القوم فذكرنا الحال (القوم) وأردنا المحل (المكان) فإن القوم هم من يحلون في المكان فالعلاقة هي الحالية.

ومثل: أن يموت سعيد فيذهب زيد إلى قبره قائلا: (زرتُ سعيدًا) يقصد القبر الذي فيه سعيد فذكرَ الحال (سعيد) وأراد المحل (القبر) فالعلاقة هي الحالية؛ لأن المذكور في الجملة هو الحال سعيد.

4 - المَحَلِّيَّة مثل: انصرفَ المعهدُ، ومعلوم أن المعهد هو مكان للدراسة فلا يعقل أن ينصرف هو بل المعنى انصرف أهل المعهد، فهنا ذكرنا المحل (المعهد) وأردنا الحال (طلابه) والعلاقة هي المحلية.

مثال: قال الله تعالى: (فليدعُ ناديَهُ) والنادي هو مكان للاجتماع ولا يمكن دعاؤه لأنه لا يعقل، وإنما المراد فليدع أهل ناديه، فذكر الله عز وجل المحل وأراد الحال، أي الناس الذين يحلون في النادي فالعلاقة المحلية.

5 - المجاورة أي أن تسمي الشيء باسم شيء يجاوره ويقع بالقرب منه مثل: كلمتُ الجدارَ تقصد الشخص الجالس بقربه ومجاورته.

ومثل: طعنتُ العدوَ في ثيابه فقتلتُه، فالمقصود هو طعنته في جسمه فمات، فسمينا الجسم ثوبا للمجاورة بينهما.

فتلخص أن المجاز اللغوي يسمى مجازا مرسلا إذا كانت العلاقة فيه غير التشبيه مثل: السببية، والمسببية، والحالية، والمحلية، واعتبار ما كان، وما سيكون، والجزئية، والكلية، والمجاورة.

(الأسئلة)

1 - في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين علاقة السببية والمسببية؟

2 - كيف تفرق بين علاقة الحالية والمحلية؟

3 - مثل بمثال من عندك للعلاقات التالية: السببية، المسببية، الحالية، المحلية، المجاورة؟

(التمارين 1)

بيِّن المجاز المرسل وعلاقته فيما يأتي:

(إنَّكَ مَيِّت وإنهم مَيِّتون- مَن قامَ رمضانَ إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه- فإذا قرأتَ القرآنَ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم- سارعوا إلى مغفرة من ربكم- وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين- مَن قتلَ قتيلا فله سَلَبُهُ- واسأل القريةَ التي كنا فيها والعيرَ التي أقبلنا فيها).

(التمارين 2)

اجعل الكلمات التالية مجازا مرسلا في جملة:

(المدرسة-الكتاب- النار).

ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[24 - 02 - 2013, 01:37 م]ـ

(الدرس الثاني عشر)

الاستعارة

قد علمتَ أن المجاز اللغوي قسمان: مجاز مرسل، واستعارة، وقد مضى بيان المجاز المرسل فلنتبعه ببيان الاستعارة. فالاستعارة هي: مجاز لغوي علاقته التشبيه.

مثل: رأيتُ أسدًا يحمل بندقيته، فالأسد هنا لم يرد به حقيقته بدليل (يحمل بندقيته) وكي نحدد نوع هذا المجاز ننظر في العلاقة والمناسبة بين المعنى الأصلي الحقيقي (الحيوان المفترس المعروف) وبين المعنى المجازي (الرجل الشجاع) فنجدها المشابهة فإنَّ الشجاع يشبه الأسد في جرأته وإقدامه، وحينئذ نقول ما دامت العلاقة هي المشابهة فالمجاز يسمى استعارة.

ولفهم الاستعارة جيدا لا بد من تذكر التشبيه الذي سبق بيانه مثل: (رأيتُ في المعركة رجلاً كأنه أسدٌ) فالمشبه هو الرجل، والمشبه به هو الأسد، وأما الاستعارة فهي تشبيه حذف منه أحد طرفيه: المشبه أو المشبه به.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015