ملتقي اهل اللغه (صفحة 2373)

ما الحكمة البلاغية من إبقاء الواو قبل (لم) أو تركها؟

ـ[أبو تمَّام]ــــــــ[24 - 02 - 2013, 11:42 م]ـ

ما الحِكْمَةُ البَلاغِيَّةُ فِي إِبقاء الوَاوِ قَبْلَ {لَمْ} أَوْ عَدَمِ إِبْقَائِهَا، نحو:

((أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ))

وَفِي عَدَمِ إِبْقَائِهَا، نحو:

((أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا))

فاصل1

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[25 - 02 - 2013, 08:14 ص]ـ

أخي الكريم،

كنت قد قرأت للشيخ عبد الرؤوف اللبدي دراسة جميلة موثقة في الموضوع، لكنني وجدت الموقع الذي قام بنشرها معطلا حاليا.

وقد كنت فهمت من تلك الدراسة باختصار أن (أَوَلَم) تستخدم في سياقاتها المختلفة في الغالب من أجل الإنكار والاستنكار والتوبيخ والتشويق، بينما يكثر استخدام (أَلَم) في سياقاتها المختلفة من أجل التذكير والتنبيه والعبرة والاستحسان والاستعظام والإجلال والتعجب والتعجيب (حمل المخاطب على التعجب) والتنبيه طلبا للتأمل والتفكير والتبصر.

والله أعلم،

ـ[أبو تمَّام]ــــــــ[25 - 02 - 2013, 01:22 م]ـ

شُكراً لَكَ أخي منذر على جُهْدِكَ المبذولِ في مُساعدتي، ألا يوجد أمثلةٌ؟

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[25 - 02 - 2013, 03:41 م]ـ

اقتباس من مقالة لفضيلة الشيخ / عبد الرؤوف اللبدي

======================================

أولم يرالذين كفروا تقريرٌ يراد به الإستنكار الإنكار والتوبيخ

للتعجب والتعجيب والتنبيه تشويق

وهمزة الاستفهام التي جاءت في هذه الصيغة أول كل آية من هذه الآيات الخمس معناها الإنكار والتوبيخ، ينكر الله تعالى على هؤلاء الناس غير المؤمنين المدلول عليهم بواو الجماعة في قوله تعالى: (يروا)؛ ينكر عليهم ويوبخهم

ألم يرَ بدون واو، فيكونتقريرً يراد به التنبيه والتذكير

التنبيه بمعنى طلب التأمل والتفكر

معنى الاستفهام في هذه الصيغة هو التعجب والتعجيب والتنبيه،

وأن المراد بالتعجيب حمل المخاطب على التعجب،

وأن المراد بالتنبيه طلب التأمل والتبصر والتفكير.

جاء الاستفهام في {أَلَمْ تَرَ إِلَى} للتعجب والتعجيب والتنبيه.

استفهام تنبيه بمعنى طلب التأمل والتفكير والتبصر.

الصيغة {أَلَمْ تَرَ إِلَى}.

معنى الاستفهام في هذه الصيغة هو التعجب والتعجيب والتنبيه، وأن المراد بالتعجيب حمل المخاطب على التعجب، وأن المراد بالتنبيه طلب التأمل والتبصر والتفكير.

إما على الاستحسان والاستعظام والإجلال كما في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً} الآية (45) الفرقان.

وإما على الإنكار والاستهجان والاستغراب كما في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} الآية (60 - النساء) والحال في كلا الأمرين ببعث على التنبيه بمعنى التأمل والتبصر والاعتبار وهو ما دعا إليه القران الكريم في كثير من آياته.

قال ابن هشام (2): "لا يكون الاستفهام منه تعالى على حقيقته". وعلق الدسوقي (3):

"لأن طلب الفهم يقتضي سبق الجهل وهو محال، فحينئذ يحمل ما ورد فيه على أنه للتقرير أو للتوبيخ أو للإنكار".

وقال الزركشي في كتابه البرهان (4): "فإن الرب تعالى لا يستفهم خلقه عن شيء، وإنما يستفهمهم ليقررهم ويذكرهم أنهم قد علموا حق ذلك الشيء".

وأقول أنا بعد هذا: إن الاستفهام منه تعالى يجيء لما تقدم ويجيء أيضا للتنبيه والتعجيب والتعجب كما في {أَلَمْ تَرَ إِلَى ...} التي جاءت في خمس عشرة آية أذكرها لك مرتبة حسب ورودها في سور القرآن الكريم:

ففي الآية الأولى من هذه الآيات يقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ}. (الآية 243 - البقرة).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015