ملتقي اهل اللغه (صفحة 2367)

ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - 04 - 2013, 10:01 ص]ـ

أما فصاحة المتكلم فهي:

عبارة عن مَلَكَة يُقْتَدَرُ بها على التعبير عن المقصُود بلفظٍ فصيح.

ولهذا التعريف إحترازات:

" مَلَكَة "، ليشعر بأن الفصاحة من الهيئات الراسخة.

" يُقْتَدَرُ بِهَا "، ليشمل حالَتَي النطق وعدمه.

" بلفظٍ فصيح "، ليعمَّ المفرد والمركب.

ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - 04 - 2013, 10:48 ص]ـ

أما بلاغة الكلام فهي: مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته.

ومقتضى الحال مختلف؛ فإن مقامات الكلام متفاوته، فمقام التنكيرِ يباين مقام التعريف، ومقام الإطلاقِ يباين مقام التقييد، ومقام التقديم يباين مقام التأخير، ومقام الذكر يباين مقام الحذف، ومقام القصر يباين خلافه، ومقام الفصل يباين مقام الوصل، ومقام الإيجاز يباين مقام الإطناب والمساواة، وكذا خِطاب الذكيِّ يباين خطاب الغبِيّ.

وكذا لكل كلمةٍ مع صاحبتها مقام، إلى غير ذلك، كما سيأتي تفصيل الجميع.

وارتفاع شأن الكلام في الحسن والقَبُول بمطابقته للاعتبار المناسب، وانحطاطه بعدم مطابقته له.

مثال ذلك: " قال أحمد بن خلاد: حدثني أبي قال: قلت لبشار: إنك لتجيء بالشيء الهجين المتفاوت! قال: وما ذاك؟ قال: بينما تقول شعراً يثير النقع، وتخلع به القلوب، مثل قولك:

إذا ما غضبنا غضبة مُضَريّة ** هتكنا حجاب الشمس أو تمطر الدما

إذا ما أعرنا سيداً من قبيلة ** ذرى مِنبرٍ صلى علينا وسلما

تقول:

ربابة ربة البيتِ ** تصبُّ الخل في الزيتِ

لها عشر دجاجاتٍ ** وديك حسن الصوتِ

فقال بشار: لكلٍّ وجه وموضع، فالقول الأول جِدٌّ، وهذا قلته في ربابة جارتي، وأنا لا آكل البيض من السوق، وربابة لها عشر دجاجات وديك، فهي تجمع لي البيض، فهذا عندها أحسن من " قِفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل" عندك.

أما بلاغة المتكلم:

فهي مَلَكة يُقتدر بها على التأليف بكلامٍ بليغ.

ـ[محمد تبركان]ــــــــ[23 - 04 - 2013, 11:32 ص]ـ

السّلام عليكم

بوركت أخي أبا الفدا على ما تفضّلت به، وأرجو أن تواصل فيما شرعت فيه.

وقولك: (5 - وهناك من يزيد خامسة عليها، وهو أن يكون استعمال العرب الموثوقون بهم لها كثيراً، أو أكثر مما بمعناها).

أرجو إعادة النّظر في كلمة (الموثوقون) فلعلّ الصّواب (الموثوق).

وشكرا.

ـ[* صوت الأثير *]ــــــــ[21 - 06 - 2013, 10:15 م]ـ

مشاء الله تبارك

وفقك الله وبارك فيك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015