التوافق في ترتيب الدعاء والاستجابة

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[21 - 05 - 2014, 04:14 م]ـ

التوافق في ترتيب الدعاء والاستجابة

قال تعالى"وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين*فاستجبنا له فكشفنا مابه من ضرواّتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين".

شكوى سيدنا أيوب تترتب من الخاص إلى العام ومن الأهم إلى الأقل أهمية، وقد كانت في بيان الضرالذي لحقه وبعد ذلك طلب الرحمة، فجاءت الاستجابة متوافقة مع الطلب من حيث التقديم والتأخيروترتبت من الخاص إلى العام، ومن الأهم إلى الأقل أهمية، وذلك بسبب الأهمية المعنوية بين أجزاء التركيب.

وقال تعالى"وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداوأنت خير الوارثين*فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه ..... "

ومن المعروف أن زوجة زكريا كانت عقيماولا تلد إلا بعد صلاح أمرها، وصلاح أمرها يتقدم على مجيء الولد بالزمن والرتبة والطبع والسبب، ولكن الاّية جاءت تقدم ذكر الهبة، حيث تقدم بالمنزلة عدولا عن الأصل على عملية الإصلاح، لأن طلب سيدنا زكريا كان منصبا على طلب الولد، كما أن ذكر الهبة هو المظهر الأوضح للاستجابة، وهي أهم من عملية الإصلاح، ولترتبط الاستجابة مع الدعاء برابط الأهمية المعنوية بين أجزاء الآية الكريمة، فالكلام يترتب بحسب الأهمية وقوة العلاقة المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.