ملتقي اهل اللغه (صفحة 2332)

ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[21 - 07 - 2014, 12:49 ص]ـ

قال الله تعالى: ? ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون ... ? [سورة البقرة: 187].

فيها من البلاغة:

1ـ عود البيان لقضايا المباشرة وهذا من التنويع في الخطاب والبلاغة في الذكر (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون) وفيه تحريم المباشرة على المعتكف.

2ـ الإطناب لفائدة تقتضيه (في المساجد)؛ حيث إن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد، ولكن في ذكره معنى ضرورة الكف والإحجام تعظيماً لشأن المسجد.

3ـ تعظيم الأحكام المذكورة بالإشارة إليها (تلك) ووصفها بأنها حدود يمنع تجاوزها (تلك حدود الله).

4ـ بلاغة التعبير (فلا تقربوها) حيث نهى عن قربانها وهو في هذا الموضع أبلغ مما لو قال: (فلا تعتدوها) فالنهي عن مجرد قربانها آكد وأبلغ.

5ـ الإخبار عن دقة البيان وأنه جادة متبعة في القرآن (كذلك يبين الله آياته للناس).

6ـ تعليل هذه الأحكام وغيرها مما يبينه الله (لعلهم يتقون).

هذا ما ظهر لي وتيسر إيراده والله تعالى أعلم.

12/ 9 / 1435هـ.

ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[21 - 07 - 2014, 12:49 ص]ـ

قال الله تعالى: ? السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين? [سورة التوبة: 112].

فيها من البلاغة:

1ـ حسن التعبير عن الصائمين بوصف يميزهم (السائحون) فإنهم الصائمون باتفاق المفسرين رحمهم الله كما ذكر ذلك الإمام الطبري في جامعه، ولم يذكر عنهم خلافاً في ذلك؛ كما حكاه الزجّاج إجماعاً في كتابه [معاني القرآن وإعرابه: 2/ 472] فقال: "السائحون في قول أهل اللغة والتفسير جميعاً: الصائمونَ" انتهى.

2ـ براعة التشبيه وفيه التنويه بعلو شأن الصائمين؛ حيث شبههم بالسائحين، والسائح هو التارك لملذاته من أنواع الطعام والرفث وغير ذلك.

3ـ بلاغة الاقتران حيث قرنهم الله تعالى بأوصاف المؤمنين التي بلغت الغاية في العبادة والامتثال، وهذه الأوصاف تبدأ من أول الآية في قوله: (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله).

4ـ بلاغة الفصل في المذكورات فلم يصلْها بحرف الواو؛ بل تركه (العابدون الحامدون السائحون الراكعون) فكأن هذه الأعمال منظومة واحدة متكاملة؛ لا تنفك عن بعضها.

5ـ تأكيد بشارتهم لإيمانهم وصلاحهم (وبشر المؤمنين).

6ـ إطلاق البشرى فتعم كل معالم السرور (وبشر).

7ـ جاءت هذه الأوصاف ومن بينها (السائحون) مرفوعة بالابتداء ولم تُعطف على قوله: (إن الله اشترى من المؤمنين) لقوة الابتداء ولرفعتهم بهذه الأعمال، ولأن الخبر عنهم معلوم (وبشر المؤمنين) أي: بأن لهم الجنة؛ كما قال الزجاج رحمه الله وغيره.

هذا ما تيسر إيراده في الآية، والله تعالى أعلم.

13/ 9 / 1435هـ.

ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[21 - 07 - 2014, 12:50 ص]ـ

قال الله تعالى: ? فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسياً? [سورة مريم: 26].

فيها من البلاغة:

1ـ التفريع بالفاء على ما سبق (فكلي واشربي).

2ـ تتابع الأوامر الإرشاديّة (فكلي واشربي وقرّي عيناً).

3ـ الإفصاح عن حكمٍ جديد بالفاء أيضاً (فإما ترينّ).

4ـ سلوك مسلك الخفة في اللفظ من حذف الياءات المتوالية في قوله: (ترينّ) وذلك أن اللغة العربية لغة الخفةِ والرشاقة.

5ـ بلاغة التفصيل (فإما).

6ـ التنكير للعموم (من البشر أحداً) فيعم أي بشر.

7ـ العطف بفاء التفريع مرة ثالثة (فقولي) لانتظام الكلام وترابطه.

8ـ بلاغة التوكيد (إني نذرتُ للرحمن صوماً).

9ـ اختيار اسم الله الأحب إليه والذي لم يُسمّ به غيره تعالى وهو (الرحمن) لأن الصوم له وهو الذي يجزي به.

10ـ تنكير صوم؛ لتعظيم شأنه (صوماً) وكان في شرعهم الإمساك عن الكلام؛ فهو الصمت عند جمهور السلف، وقيل: بل معناه الإمساك عن الطعام والشراب والكلام معاً؛ وهو قولٌ لبعض التابعين ذكره الإمام الطبري رحمه الله عنهم، ولعلهم جعلوا الأمر في قوله: (فكلي واشربي وقري عيناً) أي: قبل الصيام للتأهب له بالسحور ونحوه.

11ـ زيادة البيان والإيضاح (فلن أكلمَ اليوم إنسياًّ).

هذا بعض ما ظهر، والله تعالى أعلم.

14/ 9 / 1435هـ.

ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[21 - 07 - 2014, 12:51 ص]ـ

قال الله تعالى: ? والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيماً? [سورة الأحزاب: 35].

فيها من البلاغة:

1ـ الوصل بالواو على الصفات المذكورة في أول الآية من ثوله: (إن المسلمين والمسلمات) للإخبار عنها بخبرٍ واحدٍ في آخر الآية.

2ـ التنصيص على الصائمين والصائمات للإشادة بما لهم من الفضل وعظيم الأجر (والصائمين والصائمات).

3ـ حسن ترتيب الصفات؛ حيث أتى بالحافظين فروجهم والحافظات بعد الصائمين والصائمات؛ لأن الصوم من أهم ما يعين على حفظ الفرج؛ ولذا جاء الإرشاد إليه للعاجز عن النكاح (فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق عليه.

4ـ الإتباع في الذكر؛ حيث أتى بالذاكرين الله كثيراً والذاكرات بعد ذلك لنكتةٍ وهي أن المسلم الصائم والمتصف بهذه الصفات لا ينبغي أن يفتر عن ذكر الله؛ بل عليه الإكثار منه.

4ـ بلاغة الإسناد في الخبر (أعدّ الله) فبناه للمعلوم لرفعة شأنهم والإشادة بهم.

5ـ تخصيصهم بهذا الأجر العظيم (لهم).

6ـ التنكير للتعظيم في قوله: (مغفرةً).

7ـ التأكيد على عظم الأجر (وأجراً عظيماً).

هذا بعض ما تيسر، والله تعالى أعلم.

15/ 9 / 1435هـ.

فهذه هي التأملات البلاغية في آيات الصيام حسب ما ظهر لي، وبقي من جوانب البلاغة العليا ما خفي عني، وفوق كل ذي علمٍ عليم، والحمد لله رب العالمين.

جبران بن سلمان سحّاري

الرياض 1 ــــ 15/ 9 / 1435هـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015