ملتقي اهل اللغه (صفحة 2328)

1

تأملاتٌ بلاغيّة في آيات الصيام

ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[21 - 07 - 2014, 12:40 ص]ـ

تأملاتٌ بلاغيّة في آيات الصيام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التبيين: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين).

سورة الشعراء، الآيات: (192 - 195)

والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين وأفصح الناطقين، وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

فإن بلاغة القرآن الكريم لبُّ الإعجاز وأسُّ التحدي والعلم بها آية التدبر والخشوع وفهم حقائق كلام الله تعالى ومعانيه على الوجه الصحيح.

ولها في هذا عظيم الأثر؛ فإن علم البلاغة مستنبط من كلام العرب وآدابها ومحاسن عباراتها، والقرآن تحدى العرب بمعجز لفظه وباهر نظمه.

وقد كان لي في هذا الشهر العظيم شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن (تأملاتٌ بلاغيّة في آيات الصيام في القرآن الكريم) نشرتُها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من المجموعات المنتشرة في الجوالات الذكية ومواقع التغريد وغيرها، وذلك في حلْقاتٍ يومية من أول شهر رمضان إلى منتصفه، وإني أنشرها هنا في هذا الملتقى لدعاء الحاجة إليها، ولتكون عوناً على تدبر هذه الآيات في شهر القرآن، وهذا موضوعٌ مهمٌّ بحاجة إلى مزيدٍ من التأمل والدراسة والبحث والنظر، فمع هذه التأملات الموجزة، والله ولي التوفيق والسداد.

جبران بن سلمان سحّاري

ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[21 - 07 - 2014, 12:41 ص]ـ

تأملات بلاغية في آيات الصيام

قال الله تعالى: ? يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (183) أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون (184) شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون (185) وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون (186) أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون (187) ?

سورة البقرة الآيات (183 ــ 187).

ـ[جبران سحّاري]ــــــــ[21 - 07 - 2014, 12:41 ص]ـ

قال الله تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياما معدودات ... ? سورة البقرة: 183 - 184.

فيها من البلاغة:

1 - بلاغة النداء حيث أتى بحرف النداء (يا) وهو أس الباب، ويستعمل في الأصل لنداء البعيد فناسب الإتيان به هنا لتعظيم شأن ما بعده.

2 - ربط المنادى بهاء التنبيه (أيها) لمزيد ترابط الكلمات وتناسقها والإشعار بالتنويه.

3 - تعظيم شأن المخاطبين من المؤمنين؛ حيث أتى بالاسم الموصول (الذين).

4 - بلاغة اختيار الفعل الواقع صلة للموصول (آمنوا) لأن الإيمان أعلى مرتبة تستلزم الإذعان للأمر والتكليف.

5 - التعبير بالكتابة عن الفرض (كتب عليكم الصيام) لبيان تقرر الفرض وأنه مكتوب عليكم قد فرغ أمره وانقضى فليس وراءه سوى الاستجابة والتسليم والإذعان.

6 - بناء الفعل (كُتب) للمفعول لتقرر العلم بفاعله جل شأنه، وجاء معه (عليكم) لبيان علو الآمر تعالى، وعبّر بالصيام لكونه اسماً لهذه العبادة معروفاً لدى المخاطبين ففيه نكتة التخصيص، ولم يعبر بالمصدر الذي هو الصوم لعمومه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015