يحسبه الجاهل ما لم يعلما شيخا على كرسيه معمما.

الأصل فى " يعلما " = " يعلمن "، فقلبت النون ألفا فى الوقف.

5 - إن وقع بعد كلمة شرط غير " إن "، مثل قولك:

من يذاكران ينجح، والأجود: من يذاكر ينجح.

فتوكيده فى الحالة الأولى أكثر من توكيده فى الثانية، وتوكيده فى الثانية كثير، وتوكيده

فى الثالثة قليل، وتوكيده فى الرابعة، والخامسة أقل.

فصل: فى حكم آخر الفعل المؤكد بالنون.

إذا أردنا توكيد الفعل " المضارع "، و " الأمر " بالنون؛ فإنه يلحقهما تغيير على النحو الآتى:

1 - إذا لم يتصل بهما (ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة المؤنثة، أو نون النسوة)

فيبنيان على الفتح، إذا باشرتهما " نون التوكيد "

سواء أكانا صحيحين، أم معتلين، مثل:

ليكتبن، اكتبن، ليسعين، اسعين، ليغزون، اغزون.

فترد " لام المضارع " المعتل الآخر، المجزوم بحذف حرف العلة، إلى أصلها؛ وترد

أيضا " لام الأمر " المعتل الآخر، المبنى على حذف حرف العلة.

2 - إذا كان آخرهما صحيحا، واتصل بهما (واو الجماعة، أو ياء المخاطبة المؤنثة)،

يجب حذف " النون " من المضارع المرفوع؛ كراهة

توالى الأمثال، أو للجزم فى المضارع المجزوم، أو للبناء فى الأمر، ثم

حذف " واو الجماعة "، أو " ياء المخاطبة " منهما؛ لأجل الساكنين،

فتقول:

ليقولن، = قولن، لتمتبن، اكتبن، لتكتبن.

فإذا كان آخر الفعل معتلا بالواو، أو الياء، فإننا نحذف " لام الفعل "، مع حذف

واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، تقول:

لتدعن، ادعن، لتقضن، اقضن.

الأصل فى " لتدعن " = لتدعوونن "، حذفت " نون الرفع " لكراهة توالى

الأمثال، وحذفت ضمة " لام الفعل " لثقلها، فتبقى " اللام " ساكنة، ثم تحذفت

هى، و " واو الجماعة " لأجل الساكن.

والأصل فى " ادعن " = " ادعووا "، حذفت ضمة " لام الفعل " لثقلها، ثم

حذفت هى لأجل " واو الجماعة الساكنة "، ثم حذفت هى لأجل النون، وبقيت

الضمة دلالة عليها.

والأصل فى " لتقضن " = " لتقضيونن "، حذفت " نون الرفع " لكراهة توالى الأمثال،

وحذفت ضمة " لام الفعل " لثقلها، فتبقى " اللام " ساكنة، ثم تحذفت

هى، و " واو الجماعة " لأجل الساكن.

والأصل فى " اقضن " = " اقضيوا "، حذفت ضمة " لام الفعل " لثقلها، ثم

حذفت هى لأجل " واو الجماعة الساكنة "، وضمت " فاء الفعل " مناسبة للواو،

ثم حذفت هى لأجل النون، وبقيت الضمة دلالة عليها.

فإذا كان آخرهما معتلا بالألف، فإن الواو، والياء يبقيان، مع ضم الواو، وكسر الياء، تقول:

يسعون = ليسعون، اسعوا = اسعون.

اقضن.

الأصل فى " ليسعون " = ليسعاونن " حذفنا " نون الرفع " كراهة توالى الأمثال،

و" لام الفعل " لأجل الواو الساكنة، ثم ضممنا " واو الجماعة " لأجل النون الساكنة؛

والأصل فى " اسعون " = " اسعاون " حذفت " لامه " لأجل الواو

الساكنة، ثم ضمت الواو، والأصل فى " اقضن " = " اقضى "، حذفت كسرة

"لام الفعل "، ثم حذفت هى لأجل الياء الساكنة، ثم حذفت الياء لأجل النون.

3 - إذا اتصل بهما " ألف الاثنين " سواء أكانا صحيحين، أم معتلين، يجب

حذف " النون " من المضارع المرفوع؛ لكراهة توالى الأمثال، ومن المضارع

المجزوم للجزم، ومن الأمر للبناء، ثم تحريك نون التوكيد بالكسر، فتقول:

لتكتبان، لتقضيان، لتدعوان، لتكتبان.

اكتبان، ادعوان، اقضيان.

4 - إذا اتصل بهما " نون النسوة " سواء أكانا صحيحين، أم معتلين، فلا

نحذف شيئا، وإنما نزيد ألفا بين " نون النسوة "، و " نون التوكيد "،

وتسمى بالألف " الفارقة "، ثم نكسر " نون التوكيد "، نحو:

ليكتبنان، ليسعينان، اكتبنان، اعفونان.

فائدة:

جميع ما سبق من أفعال مؤكدة، إنما هو كان بنون التوكيد " الثقيلة "، ولم تؤكدها

بنون التوكيد " الخفيفة "؛ لأن نون التوكيد الخفيفة لها خصلئص تميزها من الثقيلة،

هى:

أ - أنها لا تأتى بعد ألف الاثنين؛ لأجل الساكن.

ب- أنها لا تأتى بعد الألف الفارقة، بين نون النسوة، ونو التوكيد؛ لأجل

الساكن.

فلا تقول: لا تضربان، اضربنان.

وأجاز الإمام يونس فيهما؛ ولتعلم أن " الساكنين " يلقيان فى حالة النون الثقيلة

أيضا؛ بل إنك لو وقفت على " الثقيلة " جمع بين " ثلاث سواكن "، فذهبت

حجة من منع.

جـ - أنها تحذف إذا جاء بعدها ساكن، مثل:

اكتب الدرس، الأصل: اكتبن.

د- أنها حالة الوقف تقلب " ألفا " إذا انفتح ما قبلها؛ لشبهها بالتنوين،

نحو قوله تعالى: (..... وليكونا من الصاغرين) يوسف 32،

وقوله تعالى: (كلالئن لم ينته لنسفعا بالناصية) العلق 15.

أما إذا انضم ما قبلها، أو كسر، حذفت لشبهها بالتنوين، ورد ما حذف فى الوصل لأجلها.

تقول فى الوصل:

اكتبن ياأولاد الدرس، اكتبن يابنت الدرس

فإذا وقفت قلت:

اكتبوا، اكتبى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015