في مدارسة علم الصرف:: الفعل المؤكد، وغير المؤكد:: محمود عبد الصمد الأسمائي

ـ[محمود عبد الصمد الأسمائي]ــــــــ[08 - 02 - 2014, 09:22 م]ـ

:: في مدارسة علم الصرف::

(16)

** الفعل المؤكد، وغير المؤكد **

ينقسم الفعل إلى:

أ - مؤكد.

ب - غير مؤكد.

أ - الفعل المؤكد.

هو: ما لحقته " نونا التوكيد "،ثقيلة كانت، أم خفيفة، نحو:

يكتبن، يكتبن، اكتبن، اكتبن.

والثقيلة تكون على الفتح، والخفيفة تكون مبنية على السكون.

ب - الفعل غير المؤكد.

هو: ما لم تلحقه " نونا التوكيد "، نحو:

اكتب، اعرف.

فائدة:

لك أن تكتب " نون التوكيد " الخفيفة بالألف، كقوله تعالى: (.... وليكونا من الصاغرين) يوسف 32،

وقوله تعالى: (كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية) العلق 15؛

فإن وقفت عليها تقف بالألف، لكن هذا مذهب الكوفيين، أما الشائع فهو كتابتها

بالنون، واوقف عليها بالنون ليس غير، وهذا مذهب البصريين.

1 - توكيد " الفعل الماضى " بالنون.

الماضى لا يؤكد مطلقا؛ لأن النون بضربيها لا تدل إلا على الاستقبال، وهو يدل

على المضى، فإن أريد بالماضى معنى المستقبل، جاز توكيده، نحو قول الشاعر:

دامن سعدك لو رحمت متيما لولاك لم يك للصبابة جانحا.

أى: ليدومن.

2 - توكيد " فعل الأمر " بالنون.

الأمر يجوز توكيده بالنون مطلقا دون قيد، نحو:

انصرن، اضربن، اجتهدن، اكتبن.

3 - توكيد " الفعل المضارع " بالنون.

اعلم أن " نونى التوكيد " إذا لحقتا الفعل " المضارع "؛ فإنه يدل على الاستقبال

ليس غير، ولتوكيده بالنون حالات، هى:

أ - وجوب التوكيد.

ب - امتناع التوكيد.

جـ - جواز التوكيد.

أ - وجوب توكيد " المضارع " بالنون.

وذلك إن توافر فيه أربعة شروط، هى:

1 - أن يكون مستقبلا، أى: معناه الاستقبال.

2 - أن يكون مثبتا، أى: غير منفى.

3 - أن يكون فى جملة واقعة جوابا للقسم.

4 - أن يتصل باللام الواقعة فى جواب القسم.

وقد توافرت هذه الشروط فى نحو قوله تعالى:

(وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين) الأنبياء 57،

وقوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لءن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين) التوبة 75،

ب - امتناع توكيد " المضارع " بالنون.

يمتنع توكيد المضارع بالنون، إذا فقد شرطا من الشروط الأربعة فى الحالة السابقة،

بأن كان:

- فى حال، نحو قول الشاعر:

يمينا لأبغض كل امرئ يزخرف قولا ولا يفعل.

الفعل " أبغض " ليس مؤكدا؛ لأنه يدل على الحال، ليس على الاستقبال.

- منفيا، نحو قوله تعالى:

(قالةا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين) يوسف 85،

فالفعل " تفتأ " ليس مؤكدا؛ لأنه منفى، فأداة النفى مقدرة قبله، والتقدير: تالله

لا تفتأ، وعليه قول القائل: " والله أكتب "فإن كان آثما، على رأى من يرى

أن الأيمان مبنية على أسلوب الكلام، لا على العرف؛ لأن المعنى على هذا: والله لا أكتب، والصواب أن يقول: " والله لأكتبن "، أو " والله لأكتبن".

- مفصولا من اللام، نحو قوله تعالى:

(ولسوف يعطيك ربك فترضى) الضحى 5، ليس مؤكدا؛ لأنه فصل عن اللام

الواقعة فى جواب القسم.

جـ - جواز توكيد " المضارع " بالنون.

وذلك فى حالات، هى:

1 - إن وقع بعد " إن " الشرطية، المدغمة فى " ما " الزائدة المؤكدة،

نحو قوله تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) الأعراف 200،

ونحو قوله تعالى: (..... إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ....) الإسراء 23،

ويندر أن يأتى غير مؤكد بعد " إما " نحو قول الشاعر:

ياصاح إما تجدنى غير ذى جدة فما التخلى عن الإخوان من شيمى.

2 - إن وقع بعد أداة من أدوات الطلب: نهى، أو أمر، أو استفهام .... إلخ

، نحو قوله تعالى:

(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) إبراهيم 42، ونحو قولك:

لتتقين الله، وقولك: هل تحبن الصدق.

3 - إن وقع بعد " لا "، و " ما " النافيتين، نحو قوله تعالى:

(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة واعلموا أن الله شديد العقاب) الأنفال 25، ونحو قول الشاعر:

قليلا ما يحمدنك وارث وإذا نال مما كنت تجمع مغنما.

4 - إن وقع بعد " لم "، نحو قول الشاعر:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015