ملتقي اهل اللغه (صفحة 12545)

اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ؛ قَالَ زَائِدَةُ فِي حَدِيثِهِ؛ لَطَوَّلَ اللهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ـ ثُمَّ اتَّفَقُوا ـ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّي، أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي؛ زَادَ فِي حَدِيثِ فِطْرٍ؛ يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْراً)). وَقَالَ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ ((لا تَذْهَبُ أَوْ لا تَنْقَضِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي)).

هكذا رواه أبو داود من طريق خمسة أئمة أثبات: زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، وسُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِىِّ، وعُمَرَ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيِّ، وفِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، وأَبى بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ كُلِّهِمْ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ مرفوعاً.

ولم يقصد أبو داود السجستانى استيفاء رواته عن عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، ولا تصدَّى لهذا، وإلا فالحديث واسع مستفيض منتشر عنه، رواه الجمُّ الغفير من الرواة، ومنهم الرفعاء الكبراء الأثبات: الأَعْمَشُ، وزَائِدَةُ، والسُّفْيَانَانِ، وشُعْبَةُ ونظرائهم.

ولا أعلم أحداً استقصى ذكرهم كما فعل أبو القاسم الطبرانى، فقد أخرجه فى ((المعجم الكبير)) (10/ 168:163) عن تسعة عشر راوياً."

فالذي رواه مطيع موافق معناه لما في هذه الروايات، فيجوز أن يكون سمع ذلك حقا.

والمهدي ولد أبي جعفر المنصور اسمه محمد بن عبد الله، وهو محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.

ولما ترجم له السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء) ذكر أنه كان حسن الاعتقاد وأنه تتبع الزنادقة وأفنى منهم خلقا كثيرا، وأنه أول من أمر بتصنيف كتب الجدل في الرد على الزنادقة والملحدين، ثم قال السيوطي: "وأورد الذهبي هنا حديث ابن مسعود مرفوعا (المهدي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي) أخرجه أبو داود والترمذي وصححه".

ثم قال: "قال نفطويه: لما حصلت الخزائن في يد المهدي أخذ في رد المظالم، فأخرج أكثر الذخائر ففرقها".

وأما خبره مع يحيى بن زياد لما مالا إلى الدير فهذه معصية وقعا فيها، وليست كفرا وإلحادا، ويجوز أن يكونا قد حجّا قبل ذلك أو بعد ذلك، وأبياته التي أنشدتموها فيها ما يدل على إيمان -والله أعلم بحالهما- ألا تراه يقول:

وكانَ الحجُّ مِنْ خَيْرِ التِّجارهْ

ثم يقول:

خَرَجْنَا طالِبَيْ خَيْرٍ وبِرٍّ ............

فسمى الحج خيرا وبرًّا، ثم قال:

فآبَ النَّاسُ قَدْ غَنِمُوا وحجُّوا.* وأُبْنَا مُوقرَينِ منَ الخسَارهْ

فذكر أن الناس غنموا بحجهم، وأنه عاد هو وصاحبه بالخسارة، فهذا كلام معترف بخطئه وتقصيره، لا كلام ملحد زنديق، ولست أنفي عنه تلك التهمة، الله أعلم بحاله، لكني أتكلم عن كلامه هذا، فليس فيه ما يدل على كفر وإلحاد، وإنما هو كلام مذنب معترف بذنبه وتفريطه.

والله يغفر لجميع المسلمين.

ـ[أم محمد]ــــــــ[13 - 06 - 2014, 11:44 م]ـ

(صعد الْمِنْبَر أَعْرَابِي، فَقَالَ: أَقُول لكم مَا قَالَ العَبْد الصَّالح: (مَا أريكم إِلَّا مَا أرى وَمَا أهديكم إِلَّا سَبِيل الرشاد)، فَقَالُوا لَهُ: هَذَا فِرْعَوْن، فَقَالَ: قد وَالله أحسن القَوْل).

[أدب المجالسة، لابن عبد البر].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015