ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 02:37 م]ـ
إنَّ للقلوبِ فترةً عن بعضِ الحقِّ، لا يكشِفُها إلا الترويحُ عنها بشيءٍ من اللَّهوِ المباحِ؛ قالَ أبو الدرداء رضي الله عنه: (إني لأُجِمّ نفسي ببعض الباطلِ، كراهيةَ أن أحملَ عليها من الحقِّ ما يُملّها).
لذلكَ افتتحتُ هذا الحديثَ، ليكونَ جمامًا، وترويحًا. أذكرُ فيهِ ومَن شاءَ من الإخوةِ ما أصابوا من الطرائفِ المؤنِقةِ، والنَّوادرِ المطرِبةِ، والمُلحِ المُضحكةِ.
أبو قصي
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 02:43 م]ـ
خطبَ والي اليمامة؛ فقالَ: (إن الله لا يقارّ عبادَه على المعاصي. وقد أهلك الله أمةً عظيمةً في ناقةٍ ما كانت تساوي مئتي درهم. فسُميَ مقوِّمَ ناقةِ الله). [البيان والتبيين]
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 05:35 ص]ـ
صلّى أعرابيّ، وأطال الصلاةَ، وإلى جانبه ناسٌ؛ فقالوا: (ما أحسن صلاتَه!)، فقطع صلاتَه، وقالَ: ومعَ هذا أنا صائم. [التذكرة الحمدونية]
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 11:21 ص]ـ
صلّى أعرابيّ، وأطال الصلاةَ، وإلى جانبه ناسٌ؛ فقالوا: (ما أحسن صلاتَه!)، فقطع صلاتَه، وقالَ: ومعَ هذا أنا صائم.
أضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ أبا قُصَيٍّ! ذَكَّرتَني بِرَجُلٍ مُضْطَرِب العَقْل، كانَ يُصَلِّي خِلْفَ الإِمامِ مُباشَرَةً في صَلاةِ القِيامِ، وَكانِ بَيْني وَبيْنَهُ رَجُلَيْنِ أو يَزيدونْ، رَنَّ هاتِفَهُ .. فَأدخَلَ يَدَهُ في جَيْبِهِ وأخرَجَ الهاتِفَ ورَدَّ على المُتَّصِلَ، وَقالَ:-[يا أخي أنا أُصَلِّي الآنْ، إتَّصِل عَلَيَّ السَّاعَة الثَّانِيَةَ فَجْراً!] وَلَمَّا أغلَقَ الهاتِفَ قالَ مُتَذَمِّراً ’’ الواحِد مايعرِف يخشَع بالصلاة! ‘‘حينِها سَمِعْتُ مَنْ بِجانِبِهِ قَدِ انفَجَروا ضاحِكين .. واللهُ المُستعان ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 10:49 م]ـ
بوركتم على هذه اللطائف الجميلة!
ماذا لو ذكرنا المصدر الذي ننقل منه؟ أما كان أجمل وذلك لتوثيق النص ..
وبذلك نحصل على المتعة الموثقة، وما أكثرها في تراثنا العظيم.
ـ[لسان الحال]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 01:16 م]ـ
قال الأعمش لجليس له: أما تشتهي بناني (نوع من السمك) زرق العيون، نقية البطون، سود الظهور، وأرغفة حارة لينة، وخلا حاذقا؟
قال: بلى.
قال: فانهض.
قال الرجل: فنهضت معه، ودخل منزله، فأومأ إليّ أن خذ تلك السلة،
قال: فكشفها فإذا برغيفين يابسين، وسُكْرُجة كامخ وشِبَث، قال: فجعل يأكل فقال لي: تعال، كل، فقلت: وأين السمك؟! قال: ما عندي سمك إنما قلت لك: تشتهي؟!!.
طلبت بنت الأعمش من الأعمش حاجة فحجبها بالرد، فقالت: والله ما أعجب منك، ولكن أعجب من قوم زوجوك.
عن الحسين بن واقد قال: قرأت على الأعمش فقلت له: كيف رأيت قراءتي؟ قال: ما قرأ عليّ علج أقرأ منك!
ـ[لسان الحال]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 06:10 م]ـ
ولد سليمان بن مهران الكاهلي الأسدي بالولاء المشهور بالأعمش في سنة إحدى وستين للهجرة ونشأ بالكوفة ولقي بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وروى الأحاديث وتصدر للإقراء ونشر العلم قال الجاحظ: "والذين بثوا العلم في الدنيا أربعة، قتادة، والزهري، والأعمش، والكلبي ".
وكان ضجرا عسر الخلق يعرفه الناس بذلك ويعرف ذلك من نفسه وكان تلاميذه يحتملون ذلك منه لما عنده من العلم وسمي الأعمش لعموشة عينيه ومن نوادره:
- قال سليمان الأعمش لابنه: اذهب فاشتر لنا حبلا يكون طوله ثلاثين ذراعا، فقال: في عرض كم يا أبتي؟ قال: في عرض مصيبتي فيك يا بني.
- جرى بينه وبين زوجته كلام، وكان يأتيه رجل يقال له: أبو ليلى، مكفوف فصيح، يتكلم بالإعراب يتطلب الحديث من، فقال: يا أبا ليلى، امرأتي نشزت عليّ، وأنا أحب أن تدخل عليها فتخبرها مكاني من الناس وموضعي عندهم، فدخل عليها، وكانت من أجمل أهل الكوفة فقال: يا هنتاه، إن الله قد أحسن قسمك، هذا سيدنا وشيخنا، عنه نأخذ أصل ديننا، وحلالنا وحرامنا، فلا يغرنك عموشة عينيه، ولا حموشة ساقيه، فغضب الأعمش وقال: يا أعمى يا خبيث أعمى الله قلبك كما أعمى عينيك، قد أخبرتها بعيوبي كلها، اخرج من بيتي.
- أتت ليلة الشك من رمضان، فكثر الناس على الأعمش يسألونه عن الصوم، فضجر ثم بعث إلى بيته في رمانة فشقها، ووضعها بين يديه فكان إذا نظر إلى رجل قد أقبل يريد أن يسأله تناول حبة فأكلها، فكفى الرجل السؤال ونفسه الرد.
ـ[زاهر]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 06:38 م]ـ
وعن طاهر الزهري قال: كان رجل يجلس إلى أبي يوسف فيطيل الصمت، فقال له أبو يوسف: ألا تتكلم؟ قال: بلى، متى يفطر الصائم؟ قال: إذا غابت الشمس، قال: فإن لم تغب إلى نصف الليل؟ فضحك أبو يوسف وقال: أصبت في صمتك وأخطأت في استدعائي لنطقك، ثم قال: الطويل:
عجبت لإزراء العيي بنفسه ** وصمت الذي كان بالصمت أعلما
وفي الصمت ستر للعيي وإنما ** صحيفة لب المرء أن يتكلما
أخبار الحمقى والمغفلين
لابن الجوزي
¥