ملتقي اهل اللغه (صفحة 12414)

أبو حيان الأندلسي / أبو حيان التوحيدي

ـ[أم محمد]ــــــــ[31 - 01 - 2009, 06:29 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أبو حيان الأندلسي، وأبو حيان التوحيدي:

أما التوحيدي فهو علي بن محمد بن العباس البغدادي، قال الذهبي فيه: " الضال الملحد ... صاحب التصانيف الأدبية والفلسفية " اهـ. ولد نحو سنة 335هـ وهلك نحو سنة 414هـ أو فيها. له تصانيف؛ فمما طبع: " الإمتاع والمؤانسة "، وفيه ذكر اتصاله بإخوان الصفا، وله" البصائر والذخائر "، و" الصداقة والصديق "، و" مثالب الوزيرين "، وغيرها.

ومذهبه غامض يتدسس فيه، وله إعجاب بالمعتزلة، وكأنه لذلك سمى نفسه التوحيدي، نسبة إلى توحيدهم الذي هو نفي الصفات، وقيل نسبة تمرٍ بالعراق يقال له: توحيد، وليس بمستقيم.

والتوحيدي أبو حيان يشبه أن يكون من إخوان الصفا الباطنيين، أو من أتباع الإسماعيليين فإنه يردد آراءهم في كتبه، وهذه الآراء شر محض، وفلسفة صرفة، ودين غير دين الإسلام.

وأما أبو حيان الأندلسي صاحب تفسير " البحر المحيط " فهو أثير الدين محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيَّان الأندلسي الغَرْناطي النفزي، نسبة إلى نِفْزة، قبيلة من البربر.

قال ابن العماد في " شذرات الذهب " (6/ 145): " نَحْوي عصره، ولُغويه، ومفسره ومحدثه ومقريه ومؤرخه وأديبه، ولد بمَطْخشَاش مدينة من حضيرة غرناطة في آخر شوال سنة 654هـ " اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر في " الدرر الكامنة " (4/ 304): " كان ظاهريًّا وانتمى إلى الشافعية، واختصر " المنهاج "، وكان أبو البقاء يقول: إنه لم يزل ظاهريًّا، قلت: كان أبو حيان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه " اهـ.

توفي سنة745 هـ، وهو قائل هاتيك الأبيات في شأن الشيخ تقي الدين ابن تيمية لما دخل مصر.

[" هذه مفاهيمنا " للشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله -، ص: 234 - 235 - 1406هـ طبعة وقفية].

ـ[طالب طب]ــــــــ[31 - 01 - 2009, 08:26 م]ـ

جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

ـ[أبو عدي]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 05:50 م]ـ

أشكركِ أم محمد على الموضوع فقد نبهني تنبيها لطيفا.

وهو قائل هاتيك الأبيات في شأن الشيخ تقي الدين ابن تيمية لما دخل مصر.

هو صاحب المناظرة الشهيرة مع شيخ الإسلام ابن تيمية، لما اختلفا في مسألة نحوية، فألزم شيخ الإسلام أبا حيان الحجة، فاحتج أبو حيان بما قاله سيبويه في الكتاب، فقال له شيخ الإسلام:

يفشر سيبويه أسيبويه نبي النحو أرسله الله به حتى يكون معصوما، إن في الكتاب ثلاثين -، وفي رواية: أربعين، وفي رواية ثمانين - خطأ لا تعرفها أنت ولا سيبويه، وعندها كَبُر ذلك على أبي حيان، وعَظُمَ عنده، فقاطع ابن تيمية، وهجاه - كذا ورد في بعض الروايات -.

ثم لما توفي شيخ الإسلام - رحمة الله عليه وعلى أبي حيان - أُتِيَ أبا حيان بقصيدة رُثي فيها شيخ الإسلام فأقر قائلها.

وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين في أول شرحه للألفية هذه القصة.

قال ابن ناصر الدين الدمشقي في الرد الوافر:

قال القاضي أبو العباس أحمد بن أبي المفضل يحيى بن فضل الله العمري ولما سافر ابن تيمية على البريد إلى مصر سنة سبعمائة نزل عند عمي شرف الدين رحمه الله وحض أهل مصر على الجهاد في سبيل الله وأغلظ في القول للسلطان والامراء ثم رتب له في مدة مقامه بالقاهرة في كل يوم دينار ومخفية وجاءته بقجة قماش فلم يقبل من ذلك شيئا.

قال: وحضر عنده شيخنا أبو حيان وكان علامة وقته في النحو فقال ما رأت عيناي مثل ابن تيمية ثم مدحه على البديهة في المجلس ...

لما اتينا تقي الدين لاح لنا - داعٍ إلى الله فردٌ ماله وزر

على محياه من سيما الألى صحبوا - خير البرية نور دونه القمر

حبر تسربل منه دهره حبرا - بحر تقاذف من أمواجه الدرر

قام ابن تيمية في نصر شرعتنا - مقام سيد تيم إذ عصت مضر

فاظهر الحق إذ آثاره درست - وأخمد الشر إذ طارت له شرر

كنا نحدث عن حبر يجيء بها أنت الامام الذي قد كان ينتظر

قال ثم دار بينهما كلام فيه ذكر سيبويه فقال ابن تيمية فيه كلاما نافره عليه ابو حيان وقطعه بسببه ثم عاد من أكثر الناس ذما له واتخذه له ذنبا لا يغفر انتهى.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015