وألقى محاضرات في معهد الدراسات العربية العالية بجامعة الدول العربية (1962)، وصدرت عن المعهد في كتاب بعنوان: حاضر اللغة العربية في بلاد الشام. وعمل في الجامعة اللبنانية (1968 - 1971)، ثم في الجامعة الليبية ببنغازي (1972 - 1977)، والجامعة الأردنية (1980)، وجامعة الملك سعود بالرياض (1984). ثم عاد إلى دمشق مكبًّا على المطالعة والكتابة، وبعد أن علت سنه اصطحبته ابنته وكانت تقيم في المملكة العربية السعودية، فتوفي في مكة المكرمة، يوم 18/ 2/1997، ودفن بها.
ومن عجائب الأقدار أنه عرف صديق عمره الشيخ علي الطنطاوي في المسجد الأموي صغيرين، ثم ماتا معًا في مكة المكرمة، وقد توفي الشيخ علي الطنطاوي سنة 1999 بعد وفاة صديقه بنحو سنتين.
يقول الشيخ علي الطنطاوي في ذكرياته: " ومن طرائف أخبار الشهادات ومن ظرائفها أنه ذهب إلى مصر في تلك السنة التي أقمتها فيها (1947) اثنان من رفقائنا، كل منهما عالم، بل هو مرجع في العلم الذي انقطع له، الشيخ مصطفى الزرقا الفقيه، والأستاذ سعيد الأفغاني النحوي، ذهبا ليأخذا شهادة رسمية يحتاجان إليها، لأن القانون لا يصنف إلا من يحملها على طريقة الفرنسيين .. وتبين من اللقاء الأول بين الأستاذ الزرقا والأستاذ الأفغاني وبين من ذهبا ليتعلما منه أنه أمام زميلين لا أمام طالبين، بل ربما كانا أعلم من كثير من أقرانهما من أساتذة الجامعات " (ذكريات 5/ 138).
وهذه مؤلفات الأستاذ الأفغاني وتحقيقاته: أسواق العرب في الجاهلية والإسلام (1937)، الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة للزركشي (1939)، ابن حزم الأندلسي ورسالته في المفاضلة بين الصحابة (1940)، ترجمة ابن حزم من سير أعلام النبلاء للذهبي (1941)، الإسلام والمرأة (1945)، ترجمة عائشة بنت أبي بكر من سير أعلام النبلاء (1945)، عائشة والسياسة (1947)، تاريخ دَارَيَّا للقاضي عبد الجبار (1950، ثم نشرته الجامعة الليبية سنة 1975)، في أصول النحو (1951)، مذكرات في قواعد اللغة العربية (1955)، الإغراب في جدل الإعراب ولمع الأدلة لابن الأنباري (1957)، الإفصاح في شرح أبيات مشلة الإعراب للفارقي (1958)، من حاضر اللغة العربية (1962)، نظرات في اللغة عند ابن حزم (1963)، مغني اللبيب لابن هشام - مراجعة (1963)، من تاريخ النحو (1968)، ملخص إبطال القياس والرأي لابن حزم (1969)، الموجز في قواعد اللغة العربية (1970)، حجة القراءات لأبي زُرعة (1974).
وله مقالات كثيرة في مجلات علمية وأدبية أذكر منها مقالين بين يدي نشرا في بنغازي:
1 - جامعة بنغازي، مجلة كلية الآداب، العدد السابع، 1395 هـ 1975، هيئة التحرير: الأستاذ سعيد الأفغاني، والدكتور مراجع الغناي. ص 217 - 231: البناء على الشاهد الأبتر للأستاذ سعيد الأفغاني. وفي الهامش: بحث ألقاه الكاتب في المؤتمر الحادي والأربعين لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.
2 - منشورات جامعة قاريونس، كلية الآداب، مجلة كلية الآداب، العدد الثامن، 1396 هـ 1976، ص 11 - 25: العمل فيما له روايتان من الشواهد اللغوية للأستاذ سعيد الأفغاني. وفي الهامش: بحث ألقي في الدورة الثانية والأربعين لمؤتمر مجمع اللغة العربية في القاهرة في 28/ 2/1976.
لا شك أن كل من درس في قسم اللغة العربية بين عامي (1972 - 1977) لقي الأستاذ الأفغاني أو تعلم منه، أذكر واحدًا منهم هو الأستاذ عبد العزيز عبد الله الرجباني - رحمه الله! - (توفي سنة 2001) كان موجهًا للغة العربية في التعليم، حدثني عن الأستاذ سعيد أنه كان دقيقًا في دروسه وفي أسئلته، يأتي بالشاهد ويسأل فيه عن توجيه كلمة، أو موضع جملة، وأنه كان يغالي بكتاب مغني اللبيب لابن هشام، وأنه كان لا يكاد يفارق يده، وأنه كان يهدي إلى بعض طلابه مُستلاَّت من مقالاته في المجلات.
رحم الله الأستاذ سعيدًا، وجزاه عن العلم وطلابه واللغة العربية خيرًا، وردَّ جامعتنا إلى عهودها الذهبية، أو إلى أحسن من ذلك!
ليبيا اليوم - 21/ 06/2009.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 11:24 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك في علمك ونفع بك.
ـ[نحوية]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 11:42 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة التي استفدتُ -أنا-منها أيما استفادة
هكذا تكون رحلة طلب العلم؛ولا يقتصر طلب العلم على مكان أو زمان معينين.
نعم وكثير من العلماء يشيدون بدور جامعة قاريونس ببنغازي .. في مجال العلم والعلماء
الحمد لله