كلام الأستاذ: بلعمري أكرم باحث: جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية علىالشيخ الإمام البشير الإبراهيمي
الشيخ البشير الإبراهيمي: التمسك باللسان العربي يولي الشيخ البشير الإبراهيمي اللغة العربية اهتماما منقطع النظير، فقد عرف رحمه الله بشدة حبه لللغة العربية، فبان ذلك في عمق الكتابة التي يكتبها، وأصالة الخطاب الذي يلقيه، ولما أيقن أن اللغة هي أساس الهوية، وعنصر الانتماء لهذه الأمة، وأن فوات اللغة موت للأمة، قال: " إن هذه الأمة تعتقد وتموت على اعتقادها أن لغتها جزء من كيانها السياسي والديني وشرط في بقائها، وقد التقى على الكفاح في سبيلها الدين والسياسة، فلم يختلف لهما فيه رأي، ولم يفترق لهما قصد .. ".
ويرى الشيخ البشير الإبراهيمي أن لغة الأمة هي ترجمان أفكارها وخزانة أسرارها، وأن الأمة الجزائرية ترى في اللغة العربية زيادة على ذلك القدر المشترك، أنها حافظة دينها، ومصححة عقائدها، ومدونة أحكاهما، وأنها صلة بينها وبين ربها، فهي لذلك عليها يد الضنانة، وما تود أن تبدل بها لغات الدنيا، وإن زخرت بالآداب وغاضت بالمعارف، وسهلت سبل الحياة وكشفت عن مكنونات العلم فإن أخذت بشيء من تلك اللغات فذلك وسيلة إلى الكمال، في أسباب الحياة الدنيا، أما الكمال الروحاني والتمام الإنساني، فإنها لا تنشده ولا تجده إلا في لغتها التي تكَوَّن منها تسلسلها الفكري والعقلي، وهي لغة العرب.
ولا تعتبر اللغة العربية في رأي الإبراهيمي لغة جامدة غير قادرة على استيعاب ما وصلت إليه مختلف الحضارات، فهو يرى فيها قالبا يتسع لأكثر من ذلك، كيف لا؟ وهي من حوت تاريخ وحضارة الإنسانية يوم كانت اللغات الأخرى في حالة جمود ونسيان، ويؤكد ذلك بقوله:" ... وقد كانت هذه اللغة ترجمانا صادقا لكثير من الحضارات المتعاقبة التي شادها العرب بجزيرتهم، وفي أوضاع هذه اللغة إلى الآن من آثار تلك الحضارات بقايا وعليها من رونقها سمات، وفي هذه اللغة من المزايا التي يعز نظيرها في لغات البشر الاتساع في التعبير عن الوجدانيات، والوجدان أساس الحضارات والعلوم كلها". ويضيف في السياق نفسه:" أيها الإخوان: لو لم يكن اللغة العربية لغة مدنية وعمران، ولو لم تكن لغة متسعة الآفاق غنية بالمفردات والتراكيب، لما استطاع أسلافكم أن ينقلوا إليها علوم اليونان وآداب فارس والهند، وَلَألزمَتْهم الحاجة إلى تلك العلوم تعليم تلك اللغات، ولو فعلوا لأصبحوا عربا بعقول فارسية وأدمغة يونانية، ولو وقع ذلك لتغير مجرى التاريخ الإسلامي برمته ... لو لم تكن اللغة العربية لغة عالمية لما وسعت علوم العالم، وما العالم إذ ذاك إلا هذه الأمم التي نقل عنها المسلمون".
وما هذا الفضل الذي تحوزه اللغة العربية إلا أنها نقلت يوما العلوم التي بنيت عليها الحضارة الغربية بإجماع الباحثين منا ومنهم، وإن المنصفين منهم ليعترفون للغة العربية بهذا الفضل على العلم والمدنية ويوفونها حقها من التمجيد والاحترام، ويعترفون لعلماء الإسلام بأنهم أساتذتهم في هذه العلوم.
ولما حاول الفرنسي إحلال البربرية مكان اللغة العربية وذلك تفريقا للأمة الجزائرية وسعيا منه لدس الشقاق بين أبناء الوطن الواحد، دافع الإبراهيمي على ترسيخ عروبة الجزائر ماضيا وحاضرا، في الكثير من المحافل أينما حل، وحيثما ارتحل فيقول:" اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة ولا دخيلة، بل هي في دارها، وبين حماتها، وأنصارها، وهي ممتدة الجذور مع الماضي، مشتدة الأواخي مع الحاضر، طويلة الأفنان في المستقبل ... ". وحيث أن اللغة العربية هي لغة الإسلام الرسمية، ومن ثم فهي لغة المسلمين الدينية الرسمية، ولهذه اللغة على الأمة الجزائرية حقان أكيدان- كما يرى الشيخ البشير الإبراهيمي - كل منهما يقتضي وجوب تعلمها، فكيف إذا اجتمعا:
- حق من حيث أنها لغة دين الأمة، بحكم أن الأمة مسلمة.
- وحق أنها لغة جنسها، بحكم أن الأمة عربية الجنس، ففي المحافظة عليها محافظة على جنسية ودين معا.
ـ[بدر الدين]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 03:49 ص]ـ
السلام عليكم .. بارك الله فيكم إخواني وزادكم من فتوحه كما زدتمونا علمًا ,, وبعد ..
فإني لا أرى قلمي قد رقى بعد لكي يكتب عن هذه اللغة شيئًا , ولكن إنما هو إحساس في داخلي استقر , وشعور خالج صدري فأردت البوح به من خلال هذه المشاركة المتواضعة , فما أكتبه ليس من غزارة علم ولا من عميق فهم ولا من طول تجربة إنما هو من وحي القلم وتنفّسات الحب لهذه اللغة العظيمة التي لا أحب أن أكتمها فإن محبوبتي تأبى عليّ ذلك ,,
وبعد .. فهاكم ما أحسّ به أترجمه لكم من عاطفة حبي وقصر عمري في ميدان اللغة المجيدة ..
اللغة العربية لغة جميلة بحروفها بكلماتها بتعبيراتها بمعانيها بسعتها .. وهي لغة تذوّق الجمال , ولا أحسب أن شخصًا ليس متذوقًا يستطيع أن يلج ميادين اللغة , فهي لغة جميلة , ذات إحساس , ولابد لكل من أخلص في تعلمها وعاش مع حروفها وأرهف حسّه لمعانيها وأعطاها صدى في أسماعه ومنحها مكانًا مرموقًا في قلبه أن تهبه اللغة مَلَكَة تذوّق الجمال والحسّ المرهف ..
وهي لا تقتصر على ذلك بل هي كالبحر كلما غصت أكثر كلما وجدت من اللآلئ الأغلى ..
ما بقلبي عن محبوبتي كثير .. لكني ما زلت في بداية رحلتي معها ..
وأريد أن تصقل موهبتي ثم أكتب وأنطلق بإذن الله أما الآن فسامحوني على قصر المشاركة ,,
وشكرا .. أخوكم بدر الدين
¥