ملتقي اهل اللغه (صفحة 12372)

أدلِ بدلوكَ من واقع زمانك

ـ[أم محمد]ــــــــ[10 - 08 - 2009, 01:56 م]ـ

البسملة1

وعن الربيع بن سليمان قال:

قال لي الشافعي: يا ربيع! رضا الناس غاية لا تُدرك!

فعليك بما يصلحك فالزمه؛ فإنه لا سبيلَ الى رِضاهم!

واعلم أنه مَن تعلم القرآن جلَّ في عيون الناس.

ومَن تعلم الحديث قَويت حُجته.

ومَن تعلم النحو هِيبَ.

ومَن تعلم العربية رقَّ طبعُه.

ومَن تعلم الحسابَ جزل رأيُه.

ومن تعلم الفِقه نَبل قدرُه.

ومَن لم يصن نفسَه؛ لم ينفعه علمُه. وملاك ذلك كله التقوى.

وعن المزني قال:

سمعت الشافعي يقول:

مَن تعلم القرآن عظمت قيمته.

ومَن نظر في الفقه نبل مقدارُه.

ومَن تعلم اللغة رقَّ طبعه.

ومَن تعلم الحساب جزل رأيُه.

ومَن كتب الحديث قويت حجتُه.

ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.

هذه أقوال وردت عن الشافعي رحمه الله، والجملة التي لفتت انتباهي:

((ومَن تعلم اللغة رقَّ طبعه.))

فهل هذا واقع مشهود محسوس في زماننا؟ أم أنه كان ومضى ثم ولت أيامُه؟

أرجو التكرم بالتفاعل لمن له في مثل هذا الموضوع خبرات وتجارب.

وجزاكم الله خيرا.

ـ[لسان مبين]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 02:56 م]ـ

مَن تعلم القرآن = جلَّ في عيون الناس. ومَن تعلم الحديث = قَويت حُجته.

ومَن تعلم النحو = هِيبَ.

ومَن تعلم العربية = رقَّ طبعُه.

ومَن تعلم الحسابَ = جزل رأيُه.

ومن تعلم الفِقه = نَبل قدرُه.

بادي الرأي ولا أتقدم بين يدي أستاذنا الكبير (أبو قصي)

هذه العبارات وما شاكلها عند التأمل يظهر دقة مأخذها وأنها لم تطلق جزافاً ولا اعتباطاً.

فلو جربنا واستبدلنا بعضها مكان بعض لظهر الخلل.

فمن واقعنا المعاصر:

صاحب القرآن الحافظ له = له قدره ومكانته عند الناس وفي المجالس.

وصاحب الحديث = قوي الحجة وهذا مشاهد من واقع المناظرات العلميّة. (الشيخ الألباني على سبيل المثال).

والفقيه = لا يزال الناس يحتاجون إليه (في الفتوى) لمعرفة الحلال والحرام والنكاح والطلاق وسائر الأحكام؛ لذا نبل قدره عندهم.

والنحوي = مُهابٌ، يخشى الناس التحدث أمامه خوف اللحن. (والخطباء على المنابر يدركون هذا).

وصاحب الحساب = ورث جزالة الرأي من واقع مهنته وعلمه، فعلم الحساب يورث التركيز والدقة فنسبة الخطأ فيه تكاد تنعدم.

وأما العربية وما أدرك ما العربية بعلومها وأشعارها وآدابها = فتترقق الطبع من جهة أنها تحتاج لحس مرهف في معرفة المعاني ووزن المباني ولو قلبنا النظر في واقعنا اليوم لرأينا أن من لم يجمع مع العلوم السابقة علم العربية لا يرق طبعه.

مع ملاحظة أنها اللغة السائدة في زمن الإمام الشافعي؛

فاليوم من يتعاطى الشعر الدارج والأدب وأخبار الناس تشمله رقة الطبع فيما يظهر. والله أعلم.

حنانيك أيها القارئ فإني كرهت أن يكون هذا الحديث خلواً من المشاركة مع أهميته.

ـ[عائشة]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 03:43 م]ـ

لَيْسَ الأمرُ مُرتبِطًا بزَمانٍ أو مَكانٍ؛ وإنَّما لهُ ارتباطٌ بالنَّفْسِ، وإن كانَ خَلَلٌ؛ فإنَّما هُوَ آتٍ مِّن قِبَلِها.

ولذلكَ خَتَمَ الإمامُ الشَّافعيُّ -رحمه الله تعالَى- كَلِمَتَهُ -السَّديدةَ- تلكَ بقولِهِ: (ومَن لَّم يَصُن نَّفْسَهُ؛ لَمْ يَنفَعْهُ عِلْمُهُ).

أمَّا اللُّغةُ العربيَّةُ؛ فتُكسِبُ صاحبَها رِقَّةَ طَبْعٍ؛ لِمَا فيها من رقَّةٍ، ودِقَّةٍ، وخِفَّةٍ، ولطافةٍ، وعذوبةٍ.

نسألُ الله تعالَى أن يَّنفَعَنا بِمَا علَّمَنا، وأن يَّزيدَنا علمًا.

شَكَرَ اللهُ لكما.

ـ[أم محمد]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 07:03 م]ـ

أشكركما على التفاعل

مداخلات طيبة استفدت منها بارك الله فيكما

وأعجبني ملحوظتك يا عائشة بشأن ختم الشافعي حكمته وقوله السديد بتلكم العبارة التي -بصراحة- لم أدقق عليها ولم أتفكر فيها: (ومَن لَّم يَصُن نَّفْسَهُ؛ لَمْ يَنفَعْهُ عِلْمُهُ)، والتي بدونها كنتُ في شِبه حيرة من معارضة الواقع لكلام هذا الإمام البحر الحبر.

فإني ألحظ من واقعي أن بعضًا ممن يهتمون باللغة طباعهم شديدة قاسية، لا رقيقة لطيفة رفيقة!

لكن ما تزال تلك العبارة وتذييلها بحاجة لمزيد توضيح، ومزيدٍ من التعليق المليح!

لعل هناك من يتحفنا بالمزيد من أسرار هذه الحكمة الشافعية السديدة.

ولكم مني جزيل الشكر.

ـ[أبو تسنيم]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 02:04 ص]ـ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015