ملتقي اهل اللغه (صفحة 11836)

وفاة الشيخ العلامة الفقيه زيد المدخلي

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[14 - 03 - 2014, 06:22 م]ـ

إنا لله وإنا إليه راجعون.

توفي أمس الشيخ العلامة الفقيه زيد بن محمد بن هادي المدخلي، رحمه الله وغفر له وأسكنه جنات عدن.

وقد صُلي عليه اليوم بعد صلاة العصر، وشهد الصلاة عليه خلق كثير، منهم أمير منطقة جازان حفظه الله.

وهذه ترجمة للشيخ بقلم أحد تلاميذه:

اسمه ونسبه وكنيته: هو العالم الفقيه، بقية السلف، شيخنا العلامة أبو محمد زيد بن محمد بن هادي المدخلي، من قبيلة المداخلة المشهورة في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية، وهي إحدى قبائل بني شبيل، وشبيل هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان.

ولادته: ولد عام سبعٍ وخمسين وثلاثِ مئةٍ وألفٍ للهجرة 1357هـ الموافق 1938م بقرية الركوبة التابعة إدارياً لمحافظة صامطة بمنطقة جازان، وهي تقع شرق مدينة صامطة بقرابة ثلاثة كيلو مترات تقريباً وتعتبر حياً من أحياء المدينة الآن.

نشأته وطلبه للعلم: نشأ في قريته مع والديه وفي خدمتهما، حيث توفيت أمه وعمره سبع سنوات وهو لم يبلغ الحلم، واشتهرت أمه بالصلاح والدين، وتوفي والده وعمره ثلاثون سنة، وكان يصطحبه لطلب العلم في صغره ويحثه على ذلك قريبه الشيخ/ أحمد بن أحمد علوش المدخلي ـ رحمه الله ـ.

التحق بحلق التعليم في قريته وتعلم الخط، والكتابة، والقراءة، والتوحيد، والتجويد، وقرأ القرآن وبدأ في حفظه، فحفظ سورتي البقرة وآل عمران وشيء من المفصل.

ثم بدأ بالدراسة في قرية الركوبة وعمره سبع سنوات تقريباً، ثم سكن قرية الدغارير، ثم تحول إلى مدينة صامطة والتحق بالمدرسة السلفية الزاهرة بها، والتي أسسها الإمام المجدد/ عبد الله بن محمد القرعاوي ـ رحمه الله ـ والتي كانت بدار الشيخ الجليل/ ناصر بن خلوفة طياش مباركي ـ رحمه الله ـ، وكان يحوطها بعلمه وفضله وسعة صدره لطلاب العلم، ودرس بها كتاب التوحيد، وبلوغ المرام، والفرائض، والتجويد، والنحو والصرف، وفي عام ثمانيةٍ وستين وثلاثِ مئةٍ وألفٍ للهجرة 1368هـ لحق بالشيخ حافظ الحكمي ـ رحمه الله ـ في مدينة بيش، وقرأ عليه مع الطلاب المغتربين، وتتلمذ عليه ورابط بها قرابة ثلاثة أشهر يأخذ العلم، وعاد إلى المدرسة السلفية وكلف بتدريس بعض الطلاب فيها وبحلقة في قريته، ثم عين مدرساً بقرية الركوبة في مدارس القرعاوي عام اثنين وسبعين وثلاثِ مئةٍ وألفٍ للهجرة 1372هـ وعمره خمسة عشر 15 عاماً، ثم مديراً لها، وكان مساعده الشيخ/ جابر بن محمد المدخلي مدير التوعية الإسلامية بالحج ـ رحمه الله ـ.

ثم لما دمجت مدارس القرعاوي بمدارس وزارة المعارف وافتتح المعهد العلمي في مدينة صامطة عام أربعة وسبعين وثلاثِ مئة وألفٍ للهجرة 1374هـ التحق به بادئاً بالأول الثانوي عام خمسة وسبعين وثلاثِ مئة وألفٍ للهجرة 1375 هـ، بمشورة الشيخين العلمين الفاضلين/ عبد الله بن محمد القرعاوي وحافظ بن أحمد الحكمي ـ رحمهما الله ـ وتخرج منه في نهاية عام تسعة وسبعين وثلاثِ مئة وألفٍ للهجرة وبداية عام ثمانين وثلاث مئة وألف للهجرة 1379/ 1380هـ، ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء ودرس عليهم عدة فنون.

ثم التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في كلية الشريعة منتظماً سنتين، وفي السنة الثانية أكمل حفظ القرآن الكريم، وكُلف بالتدريس في المعهد العلمي قبل تخرجه، وكان مدير المعهد آنذاك الشيخ العلامة/ محمد بن أحمد الحكمي ـ رحمه الله ـ وأكمل دراسته منتسباً بشهادة منتظم عام اثنين وثمانين وثلاث مئة وألف للهجرة 1382هـ بدون طلب منه وذلك تشجيعاً لطلاب العلم، ثم بقي مدرساً به حتى بلغ السن النظامية وأحيل للتقاعد عام سبعة عشر وأربع مئة وألفٍ للهجرة 1417هـ بخدمة خمسة وثلاثين 35 عاماً قضاها في التعليم النظامي.

مناصبه العلمية والعملية: من يعرف الشيخ يرى شدة زهده في الدنيا ولذلك لم يسعَ إليها، ولا بحث عنها؛ بل هو متفرغ للعلم ونشره، تدريساً، وإفتاءً، وتأليفاً.

ومن المناصب التي شغلها:

1ـ مدرساً بالمعهد العلمي طيلة خمسة وثلاثين 35 عاماً حتى أحيل للتقاعد في غرة رجب عام سبعة عشر وأربع مئة وألف للهجرة 1/ 7/1417هـ.

2ـ إمامة وخطابة جامعه فترة طويلة وقبل أن ينشأ جامعه كانت خطبه في جوامع المحافظة متجولاً فيها.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015