ملتقي اهل اللغه (صفحة 11727)

الأشكال الشعرية.

ويظهر أن اللجنة المشرفة كانت واعية تماماً لذلك، فأشارت بوضوح في مقدّمة المعجم إلى وجود قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر فيه: «أكثرها من شعر القصيد العمودي وشعر التفعيلة أقل وقليل من قصيدة النثر شرط أن تكون لصاحبها تجارب إبداعية سابقة بحيث يكون التجاؤه إلى هذا الضرب من القول تتويجاً لمسيرة ممتدة في العطاء الشعري بمختلف تجلياته الجمالية».

وربما يوحي الكلام للوهلة الأولى بوجود تحيّز ضد الشعر الحديث، لكن نظرة فاحصة إلى «مضمون» المعجم تبيّن إلى حدّ كبير أن المعايير الثلاثة التي اعتُمدتْ (السلامة اللغوية، الصحة الإيقاعية، المائية الشعرية) طُبّقت بدقّة وحزمٍ على القصيد. ويتّسقُ ذلك مع المدّة الزمنية المعتمدة التي لا تبدأ تماماً عند مطلع القرن التاسع عشر، حين كان كثير من الشعر العربي بشكله الوحيد تقريباً آنذاك القصيد (التخميس والتشطير بصورة أقل)، يعاني مشكلات «بنيوية» إن صحّ التعبير، تطاول الشكل، إذ لم يكن يخلو نتاجهم من بعض «الهنوات اللغوية والعَروضية التي اقتضت قدراً من المرونة في استقبالها بحكم أن هذا النتاج يمثل عصره أصدق تمثيل». وهي تطاول المضمون، حيث انتشرت بصورة ملحوظة المنظومات التعليمية (في الفقه والنحو والعقيدة ...) والأشعار ذات الطابع الديني كالمدائح النبوية وغيرها من الأشعار التي تلبس ثوب القصيد من دون أن تكون شعراً.

وعند هذه النقطة، تستحقّ اللجنة المشرفة وجميع الباحثين التحية والاحترام، إذ استبعدوا القريب من النظم البعيد من الشعر، من خلال معيار جميل يقول بـ «المائية الشعرية»: «مائية الشعر تلك المادة الخفيّة المستترة التي تتسرب في ذائقة المتلقي انسراب النسغ في شرايين الزهر، فليس الشعر بما تسمعه من رنات أجراس الكلام في القصيدة بل هو - كما يعرفنا جبران خليل جبران - «بما يتسرب إليك من القصيدة مما بقي ساكناً هادئاً مستوحشاً في روح الشاعر بما توحيه إليك الصورة فترى وأنت محدق بها ما هو أبعد وأجمل منها». ولعلهم انتصروا بذلك للشعر كفنّ عربي أصيل.

ـ[علي الحمداني]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 07:09 م]ـ

هل من سبيل إلى الحصول على قرص مدمج؟ هل يمكن شراؤه من موقع على الشابكة؟

لفتة: لو أنهم قاموا بإدراج ديوان الشاعر كاملا في الجمهرة لكان ذلك أنفع.

ـ[عائشة]ــــــــ[12 - 01 - 2009, 05:48 ص]ـ

هل من سبيل إلى الحصول على قرص مدمج؟ هل يمكن شراؤه من موقع على الشابكة؟

لعلَّكَ تُراجِع هذا الرَّابط؛ ففيه المعجَم المذكور:

http://www.almoajam.org/

طور بواسطة نورين ميديا © 2015