وما دمنا بصدد الحديث عن الرافعي فلا بد ان نتحدث عن الدكتور زكي مبارك الذي يعد من اكثر الادباء مثابرة ونشاطا في خدمة الادب العربي، وله مئات البحوث والكتابات والمؤلفات الجديرة بالتقدير والاعتبار، وهو من القلائل الذين استطاعوا ان يجمعوا بين الثقافة العربية والغربية فكان له من ذلك نتاج رائع اسهم بحق في خدمة الثقافة والادب العربي وقد اشتهر زكي مبارك بالعديد من المعارك الضارية في مجال الادب والثقافة والحديث عن مكتبة الدكتور مبارك ذو شجون فالمتامل للمكتبة يجد آلافا من المراجع والكتب والمخطوطات التي كدست فوق بعضها دون نظام او ترتيب ولا احد يعلم الى اين مصير هذه المكتبة الرائعة التي توجد في منطقة الجيزة بحوزة ابنته التي اغلقتها منذ رحيله الى الآن.
رائد المسرح في البدروم
ولا تختلف حال مكتبة رائد المسرح العربي الاديب علي احمد باكثير (1910 - 1969) عن حال غيره من الكتاب فحال مكتبته تؤكد بحق مدى عقوق الابناء لتراث الآباء والاجداد ولجيل الرواد، فهذه المكتبة منذ وفاته تقبع في بدروم احدى العمارات في قلب القاهرة بوسط البلد.
يقول السيد زايد: «حسب المعلومات التي توصلنا اليها فهي في حالة سيئة وتحتاج لعملية ترميم لاعادتها الى ما كانت عليه سابقا». اما الشاعر فؤاد حجاج رئيس جمعية باكثير الثقافية فيقول: «لا اعلم شيئاً عن هذه المكتبة».
وعلى الخط نفسه في هذا الحصر والتحصر على ما يضيع نجد ان المفكر الراحل الموسوعي انور الجندي (1917 - 2002) والذي اقل ما يقال عنه انه كان موسوعة تمشي على قدمين فقد الف 350 كتابا في الفكر والثقافة الاسلامية بالاضافة الى 16 موسوعة في الادب والتاريخ والاسلاميات اولى هذه الموسوعات موسوعة مقدمات العلوم والمناهج في 10 مجلدات والموسوعة الاسلامية العربية، اما آخر هذه الموسوعات: «موسوعة على طريق الاصالة الاسلامية»، والجندي ترك لنا بعد رحيله مكتبة رائعة بها ما يزيد على 40 الف مجلد وكتاب وهذه الثروة لا تجد اليوم من يعتني بها، ولا سيما بعد رحيل صاحبها، اما عن مكتبة الاديب ابراهيم عبدالقادر المازني فحدث ولا حرج فمنذ رحيله وهي مغلقة تأكلها الفئران والسوس وترتع فيها الحشرات كل هذا داخل منزل قديم مكون من خمسة طوابق كاملة في ارض شريف بوسط القاهرة، ولم يتحرك احد لانقاذها منذ رحيله وكأن جزاء الادباء والمثقفين هو العقوق والتجاهل والاهمال حتى في المكتبة التي يتركونها لنا.
القبس - الثلاثاء 06 يناير 2009 ,09 محرم 1430 , العدد 12789.