ـ[رائد]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 03:05 م]ـ
النثر العربي في كتاب جديد لحلمي القاعود
تركيز على تاريخ نشأة الصحافة وتأثيرها في تطور النثر العربي
محمود قرني
09/ 02/2009
القاهرة - 'القدس العربي'
أصدر الدكتور حلمي القاعود كتابا جديدا تحت عنوان 'تطور النثر العربي في العصر الحديث'، بدأه باستهلال يتناول فيه بدايات النهضة العربية منذ مطلع البعثة المحمدية وصولا إلى الذروة في العصر العباسي، ويرى القاعود في استهلاله أن النثر العربي في النهضة الأدبية الحديثة حظي بدراسات كثيرة، وقد شارك القاعود نفسه في إصدار العديد من المؤلفات حول مدرسة البيان والقصة القصيرة والمسرح.
ويقول أنه يحاول في دراسة الموسوعة الضخمة أن يقدم صورة مركزة لتطور النثر العربي عبر التركيز على الانتاج النثري الذي ظهر - حسب قوله - في العصر الحديث منذ أواخر القرن الثامن عشر الميلادي حتى فترة السبعينيات من القرن العشرين.
وقد بدأ القاعود بفصل تمهيدي تحت عنوان 'الأدب قبل العصر الحديث في العصرين المملوكي والعثماني' ويرصد في الأول التمزق العربي والإسلامي وفساد الحكم وضعف البناء الاجتماعي، ويتناول عبر هذا العصر صورة الأدب بصفة عامة وكذلك التأليف الموسوعي، ويستعرض المؤلف العصر العثماني ويطلق عليه 'عصر شروح واختصارات بسبب ضعف الدولة الموروث عن العصر المملوكي، غير أنه يبدي تعاطفا مع الدولة العثمانية شأن كل الإسلاميين حيث يرى أن ما تعرضت له هذه الدولة من ظلم ناتج عن بنائها للخلافة العثمانية الإسلامية'، ويصف هذه النظرة بعدم الإنصاف لأنها تجانب النظرة الموضوعية في رأيه، ويقول: 'لقد تصارع العثمانيون مع أوروبا طويلا، وكانت دولة آل عثمان أطول دولة في التاريخ، فضلا عن التاريخ الإسلامي، وقد غزت أوروبا في عقر دارها، وانتصرت عليها في كثير من المواقع وجاء انتصارها، بعد هزيمة المسلمين الفاجعة في الأندلس وخروجهم منها بعد ذبح مئات الألوف واسترقاق من بقي، وإرغامه على تغيير دينه'.
ثم ينتقل المؤلف إلى فصله الأول الذي جاء تحت عنوان 'عوامل النهضة الأدبية الحديثة' ويتناول في توطئته لهذا الفصل العوامل السياسية والتاريخية التي سبقت هذا العصر وتحولاته الخطيرة على المستوى السياسي بداية من الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م، ويعتبر القاعود أن الطباعة كانت أول أسباب النهضة الحديثة ويقول إن اكتشاف الحرف المطبوع نقلة إنسانية عظيمة هيأت لوجود الصحافة وانتشار التعليم وازدهار الترجمة وتحقيق التراث والتواصل بين البشر في شتى أنحاء العالم'، ثم يتناول نشأة الطباعة، ودور المطبعة في دار الخلافة في 'الآستانة' ويقول إنها كانت أسبق العواصم المشرقية الى معرفة الطباعة بالعبرية والعربية فقد طبعت التوراة العربية من ترجمة سعيد الفيومي عام 1551 بالحروف العبرية ويضيف أن الطباعة بالعربية تأخرت الى الثلث الأخير من القرن الثامن عشر الميلادي وخاصة في المجال الديني، حيث رأى البعض - حسب القاعود - أن طباعة القرآن الكريم والحديث الشريف يمكن أن يعرضهما للامتهان والإلقاء على الأرض وغير ذلك، ثم يتناول القاعود المطبعة في بلاد العرب ويقول إن بلاد الشام وخاصة حلب كانت أسبق الى معرفتها حيث ظهرت هناك أوائل القرن الثامن عشر الميلادي وطبع أول كتاب عربي خاص بالطقوس الكنسية عام 1703م باللغتين العربية واليونانية. أما عن المطبعة في مصر فيقول أنها جاءت مع حملة نابليون عام 1798 حيث كانت الحملة تضم مطبعة لطبع المنشورات باللغة العربية، ويقول إن مطبعة بولاق التي أنشئت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أدت إلى ظهور عدد من الكتب القديمة القيمة مثل 'المثل السائر 'لابن الأثير، و'الأغاني' للأصفهاني، و'تاريخ ابن خلدون'، و'مقدمته'، و'العقد الفريد' لابن عبد ربه، و'فقه اللغة' للثعالبي، و'وفيات الأعيان' لابن خلكان و'إحياء علوم الدين' للغزالي و'تفسير الرازي' و'صحيح البخاري' شرح القسطلاني، و'حياة الحيوان' للأميري و'نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب' للمقري و'قانون ابن سينا في الطب'، و'تذكرة داود'، وغير ذلك من الكتب، ثم جاءت المطابع الأميرية ومطبعة وادي النيل، ثم انتشرت المطابع في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد وطنطا
¥