ـ[رائد]ــــــــ[26 - 02 - 2009, 06:18 ص]ـ
الورد والهالوك .. شعراء السبعينيات في مصر
الاثنين 21 صفر 1430 الموافق 16 فبراير 2009.
الكتاب:
الورد والهالوك .. شعراء السبعينيات في مصر
المؤلف:
د. حلمي محمد القاعود
الناشر:
دار العلم والإيمان ـ دسوق ـ مصر
الطبعة:
الثالثة ـ 2009 م
عرض:
محمد بركة
صدرت حديثًا طبعة جديدة من كتاب الدكتور حلمي محمد القاعود "الورد والهالوك .. شعراء السبعينيات في مصر"، وهو الكتاب الَّذي صدرت طبعته الأولى في شعبان 1413 هـ / فبراير 1993م عن دار الأرقم بمدينة الزقازيق المصرية.
هذا الكتاب أحدث ضجة كبيرة عند صدوره لأول مرة؛ إذ واجه الأحكام الغالطة في الساحة الأدبية مما أزعج بعض الأطراف، وقد قدم الكتاب قراءة علمية موضوعية لشعراء السبعينيات في مصر من خلال تقسيم شعراء السبعينيات في مصر إلى فريقين: أحدهما يمثل الأصالة والموهبة الحقيقية، الَّتي توقع لها المؤلف النمو والازدهار، ويمثل هذا الفريق عدد كبير من الشعراء الذين لا تحتفي بهم الدعاية والصحف الأدبية؛ بحكم وجودهم في القرى والأقاليم، أو لأنهم يجهلون منطق العلاقات العامة، أو لا يعزفون النغمة الَّتي تحبها بعض الجهات، ومن هؤلاء: أحمد فضل شبلول، ومصطفي رجب، وعبد الله شرف، وصابر عبد الدايم، وفاروق جويدة، وجميل عبد الرحمن، وحسين على محمد، ونشأت المصري، وأحمد مبارك، وعصام الغزالي، ومحمد الشهاوي، وفولاذ عبد الله الأنور، ودرويش الأسيوطي، وفوزي خضر، ومحمد عبد العزيز شنب،، وغيرهم.
أما الفريق الثاني فقد توقع له الكاتب الجفاف والذبول ـ وصح ما توقعه ـ فلم يبق من أصوات هذا الفريق أحد إلا بسطوة الدعاية الَّتي لا تتوقف، ولا يذكر القراء شيئًا من أشعارهم.
في هذا الكتاب يواصل الدكتور حلمي القاعود جهوده في إثراء الحقل الأدبي والفكري بعيدًا عن الصراعات الغريبة العجيبة الَّتي سادت الدرس النقدي على أيامنا ـ كما يقول القاعود ـ وجعلت منه محاولات طلسمية تغرق القارىء والمبدع في طوفان المربعات، والمثلثات، والدوائر، والأشكال الهندسية المختلفة والجداول العديدة، الَّتي إنْ أفادت حينا فإنها تكون عبئا ثقيلا في غالب الأحيان.
وجاء الكتاب في سفرين، تناول السفر الأول شعراء الأصالة "الورد"، والثاني شعراء "الهالوك" ـ الهالوك نبات طفيلي يظهر مع نبات الفول ويتغذى عليه؛ مما يقضي على نبات الفول تمامًا إذا ظهر الهالوك فيه.
شعراء الأصالة .. "الورد"
في السفر الأول قدم الدكتور حلمي القاعود دراسة نقدية جيدة لخمسة من شعراء الأصالة في جيل السبعينيات في مصر وهم: أحمد فضل شبلول، وجميل محمود عبد الرحمن، وحسين علي محمد، وصابر عبد الدايم، وعبد الله السيد شرف، الَّذي انتقل إلى جوار ربه 1995م، وكانت نتيجة هذا السفر الَّذي احتل أكثر من ثلثي الكتاب، أن هؤلاء الشعراء لهم خصائص موضوعية وفنية مشتركة تجمع بينهم، وتنظمهم في سياق عام، مع تميز كل منهم وتفرده بأداء خاص.
ومن هذه الخصائص: اهتمامهم بالقضايا الكبرى الَّتي تشغل الأمة والوطن، وتؤثر في مسيرته سلبًا وإيجابًا، وهذه القضايا تسبق ما هو ذاتي وشخصي لديهم بخطوات كثيرة، مما يعني انصهارهم في بوتقة الواقع وتواصلهم معه وانتماؤهم إليه، وهم في معالجتهم لهذه القضايا يرتكزون على تصور واضح وصريح، ينتمي إلى هوية الأمة الحضارية، ولا يتنكر لها، كما أن التصور الإسلامي الناضج حاضر وساطع في أشعارهم؛ مما يعني أنهم يملكون مفاتيح الرؤية الحقيقية الناضجة، الَّتي ترفض الانسلاخ والتبعية والتبشير بالولاء للغرب، كما ترفض الغمْغَمَةَ واللّجْلَجة والدّمامة الفكرية، الَّتي تعتمد على التراث الباطني ومضمونه التجريبي، وهم يعيشون عصرهم بوعي مرهف، وثقافة عميقة وفهم جيد. كما يمتلك شعراء الأصالة في جيل السبعينات قدرة ملحوظة على الأداء الشعري من خلال الشعر العمودي وشعر التفعيلة، وإن كان شعر التفعيلة لديهم تحكمه غالبًا حالة من الالتزام بالقافية، ويأتي نظمهم من خلال بحري المتدارك والمتقارب، مما يوقعهم في النثرية وهي مزلق خطر.
¥