ـ[رائد]ــــــــ[07 - 07 - 2010, 02:28 م]ـ
قراءة في العدد (69) من مجلة آفاق الثقافة والتراث
بقلم: أ. د. محمد سيف الإسلام بوفلاقة
صدر حديثاً عن قسم الدراسات والنشر والعلاقات الثقافية بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، العدد69 من مجلة آفاق الثقافة والتراث؛ وهي مجلة فصلية ثقافية تراثية، يعود تاريخ صدور العدد الأول منها إلى شهر (محرم1414هـ/يونيو-حزيران1993م). ويدير تحريرها حالياً الأستاذ الدكتور عز الدين بن زغيبة؛ مدير مركز جمعة الماجد بدبي، وأمين سرها الأستاذ الدكتور يونس قدوري الكبيسي، وتتكون الهيئة العلمية للمجلة من: الدكتور حاتم صالح الضامن، والدكتور محمد أحمد القرشي، والدكتورة أسماء أحمد سالم العويس، والدكتورة نعيمة محمد يحيى عبد الله.
وتعد هذه المجلة من المجلات العربية البارزة التي أضاءت سماء الفكر والإبداع والمعرفة، وفتحت دروباً للنقاش والحوار العلمي العميق والرصين، وامتازت بحضورها على الساحة الثقافية بمواضيعها وأبحاثها العميقة والجادة التي تحاول الممازجة بين الماضي والحاضر، لتضمن التواؤم بين القديم والجديد، وتجمع بين الأصالة والمعاصرة، من خلال معالجة القضايا الثقافية المعاصرة التي يعود بحثها بالفائدة على الثقافة العربية والإسلامية، وتُسهم في تجاوز المشكلات الثقافية الراهنة، وتسلط الأضواء على القضايا التراثية والعلمية، التي تسهم في تنمية الزاد الفكري والمعرفي لدى الإنسان العربي المسلم، وتهدف إلى إثراء الثقافة العربية الإسلامية بالجديد.
واشتمل العدد69،الصادر حديثاً على مجموعة من المقالات، والأبحاث والدراسات القيمة؛ فمن خلال افتتاحية العدد تناول الأستاذ الدكتور علي عبد القادر الطويل؛ رئيس قسم الدراسات والنشر والعلاقات الثقافية بمركز جمعة الماجد، موضوعاً بعنوان: «الأسلوب والنَّظم القرآني بين الأصالة والحداثة»،أكد من خلاله على أن من يمعن النظر في النظم القرآني يُلفي علاقة وثيقة بين الدرس البلاغيّ القديم والدراسات اللسانية المعاصرة؛ وهذا ما يُعطي لتراثنا الفكري العربي قيمة وأصالة، ويزيدنا وعياً بالظاهرة الأدبية البلاغية العربية، وقد قدم الباحث عدة أمثلة على هذا الموضوع فأشار إلى نظرية النظم التي أرسى قواعدها الشيخ عبد القاهر الجرجاني، فقد أضحت هذه النظرية جزءاً أساسياً مكيناً من تراث أمتنا اللغوي والأدبي الزاخر، فأصبح بإمكاننا الاستقاء من كلا المعنيين من أجل فهم النص بوعي أكمل، وعمق أكبر، وقد عرج الباحث على أبرز من تطرق لنظرية النظم من الدارسين المعاصرين، فعرض وجهة نظر الدكتور محمد مندور الذي يرى بأن مذهب عبد القاهر أصحّ مما جاء به علماء اللغة في أوروبا، وكذلك تعرض لرؤية الناقد البنوي الدكتور كمال أبو ديب الذي يرى فقر الفكر اللغوي الغربي، أمام الفكر العربي، ويرى بأن التراث اللغوي الغربي هو جزء من التراث اللغوي العربي، كما أشار الباحث إلى أن بعض الدراسات الحديثة التي وجدت تشابهاً بين نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني، ونظرية تشومسكي في التوليد والتحويل.
وتعرض الباحث الأستاذ الدكتور رشيد كهوس أبو اليسر، من جامعة محمد الأول بوجدة بالمغرب الأقصى لموضوع: «طرائق استنباط السنن القرآنية»،قدم من خلاله العديد من الأمثلة والنماذج لكيفية استنباط السنن القرآنية، فأشار إلى نماذج استخراج السنن واستنباطها على وجه التفصيل، ومن أبرز ما عرضه في هذا العنصر: ورود لفظة (سنة) وما اشتق منها، وورود لفظة (جَعَلَ) وما اشتق منها في سياق الأفعال الإلهية، بالإضافة للاستفسارات الاستنكارية، وقدم مثالاً في هذا الموضوع بقوله تعالى في استفسار استكاري: ? أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ العَذَابِ أفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ?،وتعرض الباحث لورود فعل الله-جل جلاله- مع تعليله، وقد عرض لعدة حالات في هذا الموضوع، من بينها أن يذكر الله-جل جلاله-فعله مُعللاً إياه بحرف من حروف التعليل، وأن يرد في القرآن الكريم فعلان يفرق بينهما بالحكم بذكر الصفة ويكون التفريق بينهما بلفظة الاستدراك (لكن)، وورود فعل الله-عز وجل- في سياق الجملة الشرطية، وورود فعل الله-عز وجل-أو امتناعه منوطاً
¥