ـ[منيب ربيع]ــــــــ[12 - 02 - 2014, 07:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
محقق كتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر) لابن الأثير
يعد كتاب (النهاية) لابن الأثير المتوفى سنة 606هـ من أشهر كتب غريب الحديث، وقد طبع هذا الكتاب في طهران عام 1269هـ، وفي المطبعة العثمانية بالقاهرة عام 1311هـ، وفي المطبعة الخيرية بالقاهرة عام 1318هـ. ثم طبع الكتاب بعد ذلك طبعة علمية محققة أكلت الطبعات الثلاث السابقة، وكانت هذه الطبعة في مطبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة عام 1383هـ = 1963م، وعلى غلاف هذه الطبعة ما يشير إلى أن محققيها هما الأستاذان: الطاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي ـ رحمهما الله رحمة واسعة ـ.
وقد بدا لي رأي أعرضه على قراء الملتقى الكرام مصحوبا بأدلته.
أما الرأي فهو أن الأستاذ محمود محمد الطناحي ـ طيب الله ثراه ـ هو وحده محقق هذا الكتاب، وأن اسم الأستاذ الطاهر أحمد الزاوي قد وضع على غلاف الكتاب، دون أن يكون للأستاذ الزاوي جهد في التحقيق.
وأما الأدلة فأربعة:
الأول: تحدث الأستاذ الطناحي ـ رحمه الله ـ عن المطابع الأهلية في مصر، فقال: "ومن تلك المطابع: المطبعة العثمانية، وفيها طبع كتاب (النهاية) لابن الأثير سنة 1318هـ طبعة متقنة مضبوطة بالشكل الكامل في أربعة أجزاء .... وقد أفدت من هذه الطبعة في نشرتي لـ (النهاية) التي صدرت عن مطبعة عيسى البابي الحلبي سنة 1383هـ =1963م (1).
وتأمل قوله: (أفدت)، وقوله: (نشرتي)، حيث نسب الإفادة والنشرة إليه وحده، ولم نعهد على الطناحي ادعاء، أو تشبعا لما لم يُعط. رحمه الله رحمة واسعة سابغة.
الثاني: تحدث الأستاذ الطناحي ـ رحمه الله ـ عن نشر التراث في ليبيا؛ فقال: " .... كان علماء ليبيا وأدباؤها ينشرون إنتاجهم بمطابع مصر، ومنهم الشيخ الطاهر أحمد الزاوي، الذي كان يعمل مصححا بوزارة الأوقاف المصرية، وحين أحيل إلى التقاعد عمل مصححا بمطبعة عيسى البابي الحلبي، وقد نشر بهذه المطبعة كتاب (الكشكول) (2).
ووجه الاستدلال بهذا الكلام سكوت الطناحي عن كتاب (النهاية).
الثالث: أن في تحقيق (النهاية) رجوعا إلى أحد مصادره المخطوطة، وهو كتاب الغريبين (غريبي القرآن والحديث) لأبي عبيد الهروي، ومن المعلوم أن الأستاذ الطناحي ـ رضي الله عنه ـ كانت له عناية بهذا الكتاب، وقد حقق منه جزءا نشره المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة عام 1390هـ =1970م.
الرابع: أن الأستاذ محمود الطناحي ـ برد الله مضجعه ـ قد اتخذ كتاب (النهاية) لابن الأثير مرجعا له في مؤلفاته وتحقيقاته، وقد كان يذكره مقرونا بقوله: تحقيق: محمود محمد الطناحي مطبعة عيسى البابي الحلبي – القاهرة 1383هـ =1963م. (3)
ولو كان الأستاذ الطاهر الزاوي مشاركا له في تحقيقه لذكره اسمه معه، بل لقدم الطناحي اسم الزاوي على نفسه؛ للذي عرفناه من بره بأهل العلم ووفائه لهم ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ.
وهنا سؤال: لماذا وضعت المطبعة اسم الأستاذ الطاهر الزاوي على غلاف الكتاب؟
والجواب أن الأستاذ الطاهر أحمد الزاوي قد عمل مصححا بالمطبعة بعد أن أحيل إلى التقاعد، فوضعت المطبعة اسمه تكريما له، وتقديرا لعمله، لا سيما والأستاذ الطناحي كان في ذلك الوقت شابا في مقتبل عمله، وكان كتاب (النهاية) باكورة إنتاجه. رحم الله الطناحي رحمة واسعة وألحقنا به في دار رحمته وكرامته.
(1) مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي 45
(2) المرجع السابق 187، 188
(3) ينظر: مراجع كتاب (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي)، وكتاب (الموجز في مراجع التراجم .....)، ومراجع تحقيق أمالي ابن الشجري، ومراجع تحقيق كتاب الشعر للفارسي .....
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[12 - 02 - 2014, 07:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا, ورحم الله الطناحي وصاحبه.
كلام جيد، وأدلة قوية مقنعة ليس الثالثَ، فإنه ما استبان لي وجه الدلالة فيه.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[12 - 02 - 2014, 03:31 م]ـ
لي قولٌ في هذا الموضوع أود أن أبديه قبل الفوات ولن أعلق على ما فيه إلا إذا احتاج المقام إليه؛ ذلك:
¥