وقد قوبلت هذه النسخة بأصل السخاوي، وعليها إجازة السخاوي ناسخَها، وفيها إثبات قراءة ناسخها عليه، وإجازته خاصة بجميع كتابه (فتح الوصيد) وإجازته عامة بجميع مصنَّفاته، وروايته، وكل ذلك في محرّم، سنة: تسع وثلاثين وست مئة (639هـ).
النسخة الثالثة: نسخة المركز الحكومي (قرّه مصطفى) بإستانبول.
وهي نسخة ضمن شرح (اللآلئ الفريدة) للفاسي.
وتقع في جزأين:
الأول: يقع في (228) لوح، وينتهب بآخر سورة البقرة، كتبه يوسف بن أبي بكر بن يوسف الأقفاصي، بخط نسخي واضح، وفرغ منه سنة (682هـ).
الثاني: يقع في (220) لوح، من أول سورة آل عمران إلى آخر النظم، كتبه: عمر بن أبي بكر بن يوسف الأقفاصي، بخط نسخي واضح، وفرغ منه سنة (683هـ).
والشكل غالب على أبيات هذه النسخة، وأخطاؤها نادرة.
وهي نسخة تامّة، عالية، نفيسة.
النسخة الرابعة: نسخة المكتبة الأحمدية، التابعة لدار الكتب الوطنية، بتونس.
وهي نسخة ضمن (فتح الوصيد) للسخاوي.
وتقع في (98) لوحا، مكتوبة بخط نسخي جيد، وليس عليها اسم كاتبها، وقد فرغ منها في جمادى الأولى سنة (699هـ).
والشكل ظاهر في أبياتها، وأخطاؤها كثيرة.
وقد حوت الشاطبية من أولها إلى نهاية الأصول، إلا بيتًا واحدًا سقط منها.
وهي نسخة عالية، وقيّمة، فقد قوبلت بأصل سُطِّر عليه خط السخاوي.
النسخة الخامسة: نسخة مكتبة مكة المكرمة.
وتقع في (99) لوحا، كتبها: علي بن محمد بن يوسف القونوي الحنفي، بخط نسخي متميّز.
وهذه النسخة مشكولة، وأخطاؤها نادرة.
وهي نسخة تامّة، عالية، نفيسة، فناسخها من أهل العلم، وله اتصال عالٍ برواية الشاطبية، فقد أثبت مُجِيزه: محمد بن عمر بن خليل التركماني في صدرها أن القونوي هذا قرأ عليه الشاطبية قراءة جيدة مرضية، في مجالس كان آخرها يوم الثلاثاء العاشر من شوال، سنة أربع وعشرين وسبع مئة (724هـ) ...
النسخة السادسة: نسخة مكتبة برلين، بألمانيا.
وهي ضمن (إبراز المعاني) لأبي شامة، مصوَّرة من الجامعة الإسلامية، بالمدينة المنورة.
وتقع في جزأين:
الأول: ويقع في (149) لوح، وينتهي بآخر سورة البقرة.
الثاني: ويقع في (146) لوح، من أول سورة آل عمران إلى آخر النظم.
وناسخ الجزأين: أحمد بن إبراهيم الحنفي، بخط نسخي واضح، فرغ من الجزء الأول يوم الاثنين، السابع والعشرين، من جمادى الأولى، سنة: (730هـ)، وفرغ من الثاني يوم الخميس، السابع والعشرين، من رجب، سنة: (730هـ).
والشكل غالب عليها، وأخطاؤها نادرة.
وهي نسخة تامة، عالية، نفيسة؛ لأن ناسخها نقلها من نسخة ابن أبي شامة –أحمد- وهو نقلها من الأصل الذي بخط أبيه الإمام أبي شامة.
وبعد وصف النسخ الخطّية المعتمَدة في تحقيقه للشاطبية = ثنّى الشيخ علي الغامدي بذكر الروايات التي اعتمدها في تحقيقه، وذكر أنه اعتمد ضبط كبار شرّاح الشاطبية في المقابَلة إذا اختلفت النسخ –وربما لو لم تختلف-، وذكر أن كبار الشرّاح خمسة:
الأول: علم الدين السخاوي (ت: 643هـ)، في شرحه: (فتح الوصيد في شرح القصيد).
الثاني: المُنتَجَب الهَمَذَانيّ (ت: 643هـ) في شرحه: (الدرّة الفريدة في شرح القصيدة).
الثالث: أبو عبد الله الفاسيّ (ت: 656هـ) في شرحه: (اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة).
الرابع: أبو شامة المقدسي (ت: 665هـ) في شرحه: (إبراز المَعاني من حرز الأماني).
الخامس: برهان الدين الجَعْبَري (ت: 732هـ) في شرحه: (كنز المَعاني في شرح حرز الأماني ووجه التهاني).
وشروح هؤلاء الأئمة هي أجلّ شروح الشاطبية، وأصحابها أجلُّ مَن يروي الشاطبية، ممن اشتهرت شروحهم، فهم مع إمامتهم في علم القراءات وغيره = لهم اتصال وثيق عالٍ بروايتها، فاقوا به غيرهم من الشرّاح.
ومن المسائل المهمّة التي نصَّ عليها الشيخ علي الغامدي في هذا المبحث = أن الصحيح أنه ليس كل ما صحَّ إعرابًا أو لغةً = صحَّ رواية، وبنى على ذلك إلزام مَن أدخلَ وجهًا في شرح متن، ولم تَرِد به رواية = أن يبيّنه؛ لئلا يُقَوَّل مصنِّفو المتون ما لم يقولوه.
المبحث الخامس: منهاج التحقيق. ص106 – ص116
فَصَّلَ الشيخ الغامدي في هذا المبحث منهجه في تحقيق هذا المتن في ثمان وثلاثين فقرة، ثم أورد نماذج من صور النسخ الخطّية التي اعتمدها في تحقيق هذا النظم المبارَك.
¥