أي أن الأخطل أخذ قول أرسطاطاليس قبل أن يترجم إلى العربية. وأسهل من ذلك أن ينسب الأخذ إلى شاعر عاش بعد شيوع الترجمة، وقد كان ابن هندو متنبها إلى هذه العلاقة سواء أسماها أخذا أو تشابها، كما مر في مثلين سابقين. ومما وقف عنده ابن هندو قولة لأفلاطون: " العفو يفسد من الخسيس بمقدار ما يصلح من الرفيع " فقد ذكر أن أبا الطيب أخذ هذا المعنى فقال:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى (?) وهناك قولة أخرى لأفلاطون: " الفقير إذا تشبه بالغني كان كمن به ورم ويوهم الناس أنه سمين وهو يستر ما به من الورم " علق عليها ابن هندو بقولة: كأن أبا الطيب المتنبي لحظ هذا الكلام حيث يقول:

أعيذها نظرات منك صادقة ... أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم (?) وقرن بين قول أفلاطون " المصغي إلى الذم شريك له " وقول الشاعر؟ ولم يسمه -

والسامع الذم شريك له ... والمطعم المأكول كالآكل (?) - حسبما تقدمت الإشارة إلى ذلك (?) .

ووجد في قول المتنبي:

إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ... ألا تفارقهم فالراحلون هم شبها بقول فيلن: " الذي يقبل الحكمة هو الذي ضل عنها وليست هي الضالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015