وقد أورد الثعالبي صورة أخرى من هذه الأمثال المترجمة، ولكنه لم يبين إلى أي عصر أو أي قوم تنتمي، ومن الغريب أنها ليست أرجوزة أو مزدوجة، وإنما هي شعر يجري على بحر السريع، وكل بيت منها يستقل بنفسه، وواضح أنها محاولة لإدراج أكبر عدد من الأمثال في نطاق واحد، فمنها (?) :

انتهز الفرصة في وقتها ... والتقط الجوز إذا ينثر

يطلب أصل المرء من فعله ... ففعله عن أصله يخبر

كم ماكر حاق به مكره ... وواقع في بعض ما يحفر

فررت من قطر إلى مثعب ... علي بالوابل يثعنجر

إن تأت عورا فتعاور لهم ... وقل أتاكم رجل أعور ثم أورد الثعالبي أيضا لشاعر آخر هو أبو عبد الله الضرير الأبيوردي، قصيدة ترجم فيها أمثال الفرس منها (?) :

صيامي إذا أفطرت بالسحت ضلة ... وعلمي إذا لم يجد ضرب من الجهل

وتزكيتي مالا جمعت من الربا ... رياء وبعض الجود أخزى من البخل

كسارقة الرمان من كرم جارها ... تعود به المرضى وتطمع في الفضل

ألا رب ذئب مر بالقوم خاويا ... فقالوا علاه البهر من كثرة الأكل

وكم عقعق قد رام مشية قبجة ... (?) فأنسى مشاه ولم يمش كالحجل

يواسي الغراب لذئب في كل صيده ... وما صاده الغربان في سعف النخل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015