ملء العيبه (صفحة 93)

عرنة ولم يتمكن لي النزول في المسجد، وإنما صعدت على حائطه الموالي لعرفة إذ هو الآن دون تسقيف، خفية من سلب أثوابي أو أشد من ذلك، فإن السالب هناك محارب، ولولا أني ترصدت وصول الشريف أمير مكة في جيشه المحتفل المدجج، وعند إقباله أقبلت على تلك المعاهد وصعدت الحائط حتى أدركت جميع ساحة المسجد، فإنه يبيت بمنى ويجئ غداة يوم عرفة، وينزل بالأراك في مضارب له في نهاية من الاحتفال يعجز عنها الوصف، تحيط بها دهاليز، وهي التي تسمى عند أهل المغرب بلغتهم أفراك، ولها أسمية بأنواع من. . . . . قد رفعت عليها الألوية وأعمدة بيت أدم في نهاية الارتفاع، وكذلك خيله ورحائله الفرس والفارس، مجللان في السلاح، وعلى الخيل لباس يسمونه الجوشن والرحائل عليها قباب الحرير المختمة بالذهب.

قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح الفقيه الشافعي رحمه الله: وذكر الجويني أن هذا المسجد مقدمه في وادي عرنة لا في عرفات، وأواخره في عرفات، فمن وقف في صدر المسجد فليس واقفا، وما كان من المسجد من عرفات يتميز عما ليس منها بصخرات كبار فرشت في ذلك الموضع.

قال أبو عمرو رحمه الله: هذا يخالف إطلاق الشافعي بأن المسجد ليس من عرفات، فلعله زيد بعده فيه من عرفات القدر الذي ذكره الجويني، والله أعلم، وهذا المسجد بينه وبين المكان الذي وقف فيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدر ميل والله أعلم.

قال محمد وفقه الله: عاينت هذه الصخرات، وهي في وسط المسجد، وهي أقرب إلى حائط قبلته فيما أحزر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015