ملء العيبه (صفحة 91)

ولم أر من نبه على هذا، فلذلك أفدنا بالتنبيه عليه، وأرشدنا بغاية البيان إليه، والله المرشد بمنه.

قال الإمام أبو عمرو رحمه الله: إذا وضح هذا لمن كان راكبا فليخالط بدابته الصخرات المذكورة وليداخلها كما روي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا كان راجلا فينبغي له أن يقوم على الصخرات المذكور أو عندها على حسب ما يمكنه من غير إيذاء أحد، ولصاحب الحاوي أبي الحسن البصري، فيما يستحب من الموقف كلام جمع فيه بين ما ذكرناه من رواية مسلم في صحيحه عن جابر ورواية الأزرقي، وقال فيه: يقصد الجبل الذي يقال له جبل الدعاء وهو موقف الأنبياء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجمعين.

وقال محمد بن جرير الطبري: وكان يستحب الوقوف على الجبل الذي على يمين الإمام، فأثبت بهذا شيئا من الفضيلة للجبل الذي يعني الناس بصعوده.

ولا نعلم في فضله خبرا ثابتا ولا غير ثابت، ولو كان له فضل فالفضل الأرجح المخصوص، إنما هو لموقف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي ذكرناه، وهو الذي خصه العلماء بالذكر والتفضيل.

وقد قَالَ صاحب النهاية، في وسط عرفة جبل يسمى جبل الرحمة، ولا نسك في الرقي فيه، وإن كان يعتاده الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015