ملء العيبه (صفحة 90)

وما ذكرناه من كونه جبل إلال هو الصحيح، وبه شهدت المشاهدة، وهو الذي ذكره بعض من صنف في الأماكن المتعلقة بالحجيج.

وروى أبو الوليد الأزرقي، في كتاب مكة بإسناده: أن موقف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان بين الأجبل النبعة والنبيعة والنابت، وموقفه منها على النابت.

قال: والنابت عند النشزة التي خلف موقف الإمام، وموقفه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ضرس من الجبل النابت ضرس بين أحجار هنالك نابتة من الجبل الذي يقال له الإل.

قلت: الوجه أن يقول وموقفه إلى النابت لا على النابت لأن النابت لا يمكن القرار عليه، وإنما الوقوف على صخرات مفلطحات بِإزائه يكون الضرس النابت منها عن يساره.

وقوله في الحديث: «جعل جبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة» ، هو في التحقيق أميل إلى يمينه، ولعله التفت صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للناس فصار بين يديه، وإلا ففي العبارة بحسب المشاهدة بعض اتساع وتقريب.

وقوله أيضا: فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، في تخيله إشكال، فإن بطن الناقة إن اعتبر به جانبها الأيسر فإنما يجئ إلى الضرس النابت، وإن اعتبر أسفل البطن فيكون عبارة عن كونه صعد على الصخرات، فإن الصعود عليها ممكن بالمشاهدة وإن احتاج إلى انعراج عند الصعود حتى يتم رقيه فيستقر لاتساعها والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015