ظللت بين أصحابي أكفكفه ... وظل يسفح بين العذر والعذل
فحسن هذا لما كان الموطن مظنة لقلة الصحب، فكثيرا ما يستعملون ذكر الخليلين في هذا الموضع.
قلت: ووجه حسن البيت الذي أنشدته من طريقين: أحدهما: المناسبة اللفظية فإن خليصا مصغر وأويقات كذلك، والمناسبة اللفظية مما تعتبر، ومن مستحسن ذلك قول الأديب البارع أبي عبد الله محمد بن غالب الرصافي، رحمه الله:
بلادي التي ريشت قويدمتي بها ... فريخا وآوتني قرارتها وكرا
فحسن موقع تصغير القادمة لمكان تصغير فرخ.
والثاني وهو أقوى للحظ المعنوي، وهو أن أوقات السرور توصف بالقصر، وقد أكثر الشعراء من ذلك حتى قلت:
ولم يزل زمن الأفراح مختصرا
فناسب ذلك التصغير.