ومما كان شيخنا أبو الحسن رحمه الله يستحسنه من ذلك قول الشريف.
يولع الطل بردينا وقد نسجت ... رويحة الفجر بين الضال والسلم
فإن لقوله رويحه حسن موقع من النفس، لأنهم لما كانوا يقولون نسيم عليل، ونفس خافت، كان تصغير لفظ الريح في هذا البيت مستحسنا مختارا ولذلك سمعنا شيخنا أبا الحسن رحمه الله يعيب قول ابن عمار:
أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى ... والنجم قد صرف العنان عن السرى
لأن الانبراء كأنه اعتراض بقوة، والنسيم من شأنه أن يوصف باللدونة والرقة ومن التصغير الذي له طلاوة وحسن موقع قول أبي العلاء صاعد بن عِيسَى الكاتب:
إذا لاح من برق العقيق وميضة ... تدق على لمح العيون الشوائم
فحسن تصغير الوميضة لما وصفها بالدقة والخفاء ومن المستحسن قول أبي العلاء المعري: