ثم رحلنا عنه منزلا منزلا إلى آن وافينا خليصا يوم الأربعاء ضحوة الثالث من ذي حجة، فقلنا هناك ورفعنا عشي النهار.
وفي وصف خليص أقول من قصيد.
وخليص إذ وردنا خلصه ... فرعى الله أويقات الورود
ومطلع القصيد
أهل ودي لا تدينوا بالصدود ... بذمام كان في وادي زرود
وخليص البيت.
وهذا البيت اتفقت فيه موافقة حسنة في التصغير، كرعت في مورد من الحسن لا تحلا عنه، وذلك أن الشعراء أكثروا من التصغير في محال، إما لضرورة وزن، أو لقصد ضعيف غير قوي، وربما ندر منهم فيما صدر عنهم ما يستحسن.
كان شيخنا بحر البلغاء وحبر الأدباء أبو الحسن حازم بن محمد، رحمه الله يقول، وقرأته بخطه: كان أبو الطيب المتنبي مولعا بالتصغير، ولم يوفق من ذلك إلا في قوله: