المصري، وهو دون الجحفة بنحو عشرة أميال إلى جهة المدينة، والجحفة عن يسار الطريق اليوم، ومن رابغ يرفع الناس الماء.
ذكر غريبة عنت لنا به وما عنت بل أغنت في معنى الآية الكريمة واقتت وهي قوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} [المائدة: 94] الآية.
صحبني في الطريق، من المدينة على ساكنها الصلاة والسلام قاصدين إلى البيت الحرام أحد الشيوخ من شرفاء المدينة، فلما وافينا رابغ رأيت أمرا عجبا من تخلل الوحش: الغزال والأرنب بين الجمال والرحال، بحيث يناله الناس بأيديهم، والناس ينادون: حرام، حرام، والجوارح قد سلسلت خيفة تعدي جاهل يعتسف المجاهل، فقال في ذلك الشيخ الشريف: تأمل تر عجبا، هكذا جرت عادتنا في هذا الطريق، يؤمنا ونحن محرمون يمر به الوحش ما ترى، فإذا عدنا محلين لم نجد به شيئا، فلما عدنا كان كما قَالَ، فبان لي من معنى الآية الكريمة ما لم يكن غير بالمشاهدة، وكلام المفسرين على الآية معلوم يصدق على ما تناله الأيدي كالبيض والفراخ مما لا يستطيع أن يفر، وما ينال بالرماح ونحوها ككبار الصيد.