صلى فيه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعينه، ولكنه بمقربة منه لأن ذلك قد اجتحفته السيول قديما، ولكن محل الكرام كل منه يعد كريما.
وأهللنا بحجة مفردة لم نضف لها قرانا ولا تمتعا على ما اختاره إمام المدينة مالك، ورآه أتم الأعمال وأحسن المسالك، وارتفعت الأصوات بالتلبية ورجي من المنعم الوهاب قبول تلك الأدعية.
ورحلنا من هناك قريب الظهر راغبين من الله في قبول الزيارة، وتتميم ما شرعنا فيه من العمل الرابح التجارة، داعين إلى الله أن يصحبنا السلامة في كل حل وترحال، في الأبدان والأقوال والأفعال، اللهم أتمم علينا نعمك، وبلغنا حرمك، وأفض علينا كرمك، وعرفنا القبول بعرفات، واجعل أفعالنا وأقوالنا مبلغة إلى سكنى الجنان والغرفات.
ثم لما ظهرنا على البيداء عصفت ريح شديدة ملأت الشعور والأثواب بما سفت عليها من التراب، واشتدت الحال، وعجز الناس لشدة القر عن الاحتمال، فلاذ بعضهم بلبس المخيط، ونزلوا مع الغروب، ورمت التحمل فكدت أعجز ثم من الله الكريم بالإلهام إلى لف بطني بعمامة كانت لي، أدرتها على بطني طاقة فوق طاقة، فمنح الله القوة والطاقة، وقرت بي الحال ونمت صالحا، والحمد لله.