ملء العيبه (صفحة 374)

فلا تنكرن صبري إذن وتجلدي ... ففي الصخرة الصماء للماء منبع

وفيها لمن رام الزناد وقيده ... فيا عجبا ضدان في الصخر مودع

وأنشدنا أبو حيان بالقاهرة وكتبه لنا بخطه، قَالَ: أنشدنا الإمام الأديب الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ محمد بن أبي بكر يَحْيَى بن عَبْدِ اللَّهِ الهذلي التطيلي لنفسه، من قصيد بمدينة غرناطة.

كيف اعتقدت ظباء الإنس غزلانا ... وقد تثنت على الكثبان أغصانا

سلت صوارم ألحاظ لها فتن ... على القدود التي تهتز خرصانا

فما استباحت حمى قلب تعشقها ... حتى أعدت من الألحاظ أعوانا

ومن رأى وجنات الورد يانعة ... لم يعدم الحسن أن يلقاه بستانا

أهدت شذا عرفها الأراج عاطرة ... فضمخت منه أعطافا وأردانا

ألقي هواها بمرآة النهى فأبى ... منها الكمال الذي لم يحو نقصانا

كأنما كحلت بالسحر أعينها ... فأذهلت حين راشت منه أجفانا

وأثبتت حدق منها إذا نظرت ... في وسطها من سواد القلب إنسانا

وقد تناثر لما طار من شغف ... فصار في أوجه الغزلان خيلانا

وأنشدني أبو حيان بالقاهرة وكتبه لنا بخطه، قَالَ: أنشدنا الفقيه الأصولي وجيه الدين رحله الوقت أَبُو عَبْد اللَّهِ محمد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي طالب أحمد بن عمران الأَنْصَارِيّ، الأزدي السعدي، بقراءتي عليه بإسكندرية، بإسناده لظاهر بن الْحَسَنِ المخزومي.

ليس التصوف أن يلاقيك الفتى ... وعليه من نسج النحوس مرقع

بطرائق بيض وسود لفقت ... فكأنه فيها غراب أبقع

إن التصوف ملبس متعارف ... يخشى الفتى فيه الآله ويخشع

وأنشدني أبو حيان، قَالَ: أنشدني أَبُو الْحَسَنِ حازم لنفسه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015