ملء العيبه (صفحة 366)

وشاهدت في الصفة التي تقابلها منه:

ولم أدخل الحمام ساعة بينهم ... طلاب نعيم، قد رضيت ببوسي

ولكن لتجري دمعتي مطمئنة ... فأبكي ولا يدري بذاك جليسي

قال: وبت ليلة في حمام الخشابين في إشبيلية مع الآجل أبي عبد الرحمن بن السيد المرحوم أبي إِسْحَاق بن أمير المؤمنين رحمهم الله، ووزيره أبي زيد عبد الرحمن بن العباس بن تيفوت، وكاتبه أبي عمرو بن حفصون الشلبي، وكان شاعرا مجيدا، وكان عبد الرحمن أجلح الرأس ثم حلق ما في مؤخر رأسه، فكأن رأسه لم يخلق الله فيه شعرا قط، فناوله الأجل أبو عبد الرحمن المشط والطفل، وقال له اغسل رأسك يا عبد الرحمن، فأنشأ أبو عمرو في ذلك الوقت يَقُولُ:

منحتم المشط لمن عهده ... بالشعر يا مولاي عهد قديم

فلو خطاياه كما شعره ... أتي إلى الله بقلب سليم

قال أمين الدين: سَمِعْتُ أبا الميمون عبد الوهاب بن عتيق بن وردان يَقُولُ: كان ابن الدوري من أهل الأدب والفضل بمصر، فدخل الحمام ومعه ابن رزين فقال ابن رزين.

لله يوم بحمام نعمت بها ... والماء من حوضها ما بيننا جار

كأنه فوق شقات الرخام ضحى ... ماء يسيل على أثواب قصار

فقال ابن الدوري مجيبا في ذلك:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015