ملء العيبه (صفحة 273)

فسبحان من عم البرية نعمة ... بإرسال من آتاه حكما وحكمة

أتى للعلى بدءا وللرسل ختمة ... وشرف مختارا ليرحم أمة

سلام على المبعوث للخلق رحمة ... ليحفظ من هذا الوجود نظامه

وهو طويل في نحو أربع وعشرين قائمة كذا ومائة.

وترددنا في تلك الأيام لتجديد زيارة من بالبقيع من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كالعباس رضوان الله عليه، والحسن رضوان الله عليه، وعثمان رضوان الله عليه، وغيرهم من المعرفين هنالكم، والله ينفع بذلك ويجدد عليهم رضوان، وقد فعل اللهم انفعنا بمحبتهم، واحشرنا في زمرتهم، اجعلنا ممن سلك واضح طريقتهم يا ذا المن والإحسان والجود والامتنان.

ذكر سفرنا من المدينة على ساكنها الصلاة والسلام.

كان وداعنا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الأحد الثامن والعشرين لذي حجة وقد أودعناه الأرواح ورحلنا بالأشباح.

أودعكم وأودعكم جناني ... وأنثر عبرتي نثر الجمان

وقلبي لا يريد لكم فراقا ... ولكن هكذا حكم الزمان

ولله در القائل:

لو كنت ساعة بيننا ما بيننا ... وشهدت حين نكرر التوديعا

لعلمت أن من الدموع محدثا ... وفهمت أن من الحديث دموعا

والناس داعون وقائلون: «اللهم لا تجعله آخر العهد بنبيك» ولما خرج الناس عن المدينة لم يزالوا يعطفون رؤوسهم إليها، داعين ومسلمين حتى غابت عنهم: «اللهم لا تجلعنا ممن نفته المدينة، واربط على قلوبنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015