صاحبنا أبو محمد البسكري وحين أثيرت الجمال، وتنادى الناس بالرحال، وكان قد خرج معنا عازما على السفر صاحبنا وأحد رفقائنا الفقيه الفاضل الصوفي الأديب المتخلق أبو محمد عبد الله بن عمران البسكري، نفع الله به، وكان قد أنفد ما عنده جودا وسخاء حتى لم يبق له إلا مصحف يقرأ فيه، وثوب يستظهره ليس له كبيرة قيمة، وسليخة يفترشها، نشأت عنده، نفع الله به، عزيمة أمضاها، وسعادة قضيت له في الأزل فاقتضاها، في المقام في تلك المشاهد الكريمة والمعاهد العظيمة، وكان أبسر شيء عليه النظم، فأخذ بعض الأصحاب في كسر عزيمته عليه، وتصعيب المقام.