ملء العيبه (صفحة 245)

ومن نظمه رضي الله عنه:

أعيدوا لنا من وصلكم ما ألفناه ... وعودوا مريضا واله القلب مضناه

ولا تنسوا الفضل الذي كان بيننا ... وحسبكم عهد الأراك وذكراه

ومن نظمه رضي الله عنه يشير إلى قول من أنكر التصويت في تقبيل الحجر الأسود.

وقالوا:

إذا قبلت وجنة من تهوى ... فلا تسمعن صوتا ولا تعلن الشكوى

فقلت: ومن يملك شفاها مشوقة ... إذا ظفرت يوما بغايتها القصوى

كان المحب رضي الله عنه قد رغب إليه وأرغبه صاحب اليمن في التوجه إليه ليسمع عليه الحديث فأجابه إلى ذلك، وأقام عنده فيما بلغني سنتين، فأشعاره التي يتشوق بها إلى معاهده وأحبته هي مما نظمه في أيام تغيبه عن مكة شرفها الله تعالى.

ومما أذن لنا في روايته عنه، ونقلته من خط صاحبنا أبي عبد لله، قَالَ: أنشدنا شيخنا بشير بن أبي بكر الجعفي الإمام الحافظ شيخ الحرم لنفسه:

أنيسي وحدتي في قعر بيتي ... لأني لم أجد أنسا في إنسي

ولما لم أجد في الإنس أنسا ... جعلت أنيس نفسي عين نفسي

توفي شيخنا محب الدين الطبري، رضي الله عنه ورحمه في مستهل جمادى الأخرى من عام أربعة وتسعين وست مائة بمكة، شرفها الله.

وجادة قرأت بخط المحدث الرحال أبي إسحاق البلفيقي رَحِمَهُ اللَّهُ ما نصه: صاحبنا محب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله المكي الطبري، مدرس بالمدرسة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015