ملء العيبه (صفحة 198)

على إضم قد كان مورد ظمئها ... فعنه لقد صدت إلى مقمر صدا

وخيم على بطحانها إن تربه ... شفاء لذي الود الذي داؤه أودى

وعن عدوتي سلع فلا تعد واتبع ... مرابع ما للقلب عن حبها مغدا

وعرض بذكري بالعريض وخيفة ... عسى سائل عني وسل لي بها عودا

فثم لبانات لقلبي قديمة ... بلاباتها ما تنقضي قد صفت ودا

وفيها لأبناء الهوى إن عرفتهم ... معاهد عرفان بها كرمت عهدا

هي الدار نعم الدار أشرب طيبها ... قلوب محبيها فهاموا بها وجدا

ومن حرتيها برد نيران شوقها ... فواعجبا من حرة أسأرت بردا

فلا تحسبنها سبخة هي إثمد ... فكم قد شفت مما بها أعينا رمدا

وما هن لابات ولكن لحسنها ... فرشن من الديباج إستبرقا بجدا

كأن سناها في سواد حرارها ... صباح من الليل البهيم ارتدى بردا

فحل حماها واستخل من جنابها ... منى طائرا يمنا هدى طالعا سعدا

وسف تربها تشف الجوى فبجوها ... شفاء جو قد شفه شوقها جهدا

وألصق بها قلبا وداو بها شجا ... وعفر بها وجها وصعر لها خدا

فأرواحها طيب يضوع لناشق ... يضمخ منه العطف والردن والبردا

وتربتها من طيبها إن شممتها ... عبيرا وندا خالطا عنبرا وردا

فمن طيبها للطيب طيب بطيب ... كريم ثوى فيها بأنفسنا يفدى

عليها جمال أو لديها لناظري ... جلال سناء والظلال به يهدي

قديم مقيم حبها واشتياقها ... قدمت بها عهدا فجدد بها عهدا

ألكني إليها قد تمادت بي النوى ... فلست على بعدي ووجدي بها جلدا

ففي الحب ما لاقيت من شحط دارها ... ولله شوقي ما أعاد وما أبدى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015