ملء العيبه (صفحة 199)

وذرني وإياها ووجدي فللهوى ... ولي ولها شأن وما سره يبدى

معاهد لا عهدي بمصر وجلق ... فحسبي جنات وحسبي بها عدا

تعوضت من مقرا برسمها ... فقرت به عيني وما سخنت سهدا

وطاب لها عيش على عوز به ... فلم نذكر عيشا بغوطتها رغدا

ونالت بها ما لم تمن لأجله ... منى في حفافي نيلها ظلها امتدا

فلا تلحني في حبها إن حبها ... لزام لقلبي ليس منها له بدا

وإن شميما من نشام وإذخر ... لأشهى لها من شمها البان والوردا

وأصبو إلى حوذائها وجليلها ... ولا أبتغي شيح الشآم ولا الرندا

فدعني وحصباء العقيق فلي به ... هوى بجواه للمحبين قد أعدى

أهيم عسى جد إليه مبلغ ... أحوم على ورد لعل به وردا

ويا حبذا لثمي ثراه أسوفه ... أبرد من شوق حمى طرفي البردا

فكم سح في ساحاتها سيح عبرتي ... ونظم جزع الدمع في جزعه عقدا

حنيني إليها غارب في كلفي بها ... لك الله عن ذكر الرباب ودع دعا

وكم زرتها شوقا على بعد شقة ... على رحل من سرت نصا ولا وخدا

ومن دونها تلقى حماة حقائق ... مسومة حردا مطهمة جردا

أعاود من شوقي فلا القلب يشتفي ... ولا حبها يسلى ولا قلقي يهدا

وما نزعتني حاجة غير حبها ... وشوقي إليها لا سعاد ولا سعدى

يطيب بها وردي وأصبر صاديا ... بفلسة ظام عله وقدا

فيا مصدرا ما طاب عن طيب مورد ... أمر مذاقا حين أعذبه وردا

فكم لي بها من وقفة وسط روضة ... تبوأت من أرجائها جنة خلدا

وكم من مقام قمته في مقامها ... به ظل مني ظل أمني ممتدا

فيا سعد جدي إن ثويت بربعها ... ويا جد سعدي إن سعيت بها جدا

ويا فوز سعيي إن ترسمت رسمها ... ونعمى لعيني حين أسعى بها حفدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015