ملء العيبه (صفحة 193)

أفضل المرسلين حقا بلا شكك ... وخير الورى بغير ارتياب

صفوة المصطفين أفرد بالحب ... وبالقرب فهو لب اللباب

مخلص من شوائب وحظوظ ... معرق الخيم طاهر الأنساب

حين قدرا فلم يكن من سفاح ... بل نكاح مؤكد الأسباب

من خيار القرون قرنا فقرنا ... وكرام الأرحام والأصلاب

في الصبا قد حمي نهى عن تعريه ... وعن وقفة لدى الأنصاب

غصن ماد بين غصنين حسنا ... أتلع الحيد أوطف الأهداب

وجبين كأنه فلق الصبح ... يجلي حنادس الغيهاب

وله منطق ألذ إلى السمع ... من المسمعات بالإطراب

بخطاب جزل وقول بليغ ... منه فصل من غير ما إغراب

وإذا ساقط الحديث حسبت الدر ... حسنا تساقطت من سخاب

من فم أشنب اللثات ضليع ... بارد الظلم واضح الأنياب

وثنايا كاللؤلؤ الرطب منظوما ... عذاب معسلات الرضاب

شيم قدست وتمم منها ... كل نقص للعنصري التراب

وخلال ما شانها خلل ... لا في اكتهال ولا بحال شباب

فهو بدر في جنح ليل تجلى ... وهو شمس بدت خلال سحاب

وهو نور في لمعة قد تراءى ... قد توارى من ظله في حجاب

شرح الصدر منه فهو مصفى ... قد تزكي من كل ذام وعاب

أول الناس عنه تنحسر الأرض ... وأولاهم بقرع الباب

عقدت في يديه ألوية الحمد ... لأمر فأعجب لأمر عجاب

فعلى جاهه أولو العزم جمعا ... قد أحالوا في المعضلات الصعاب

وإلى ظله أووا فتراهم ... في جنوح إلى جناح العقاب

والمقام المحمود ما قام فيه ... غيره من أولئك الأنجاب

كاشفا كل كرب خطب عن الناس ... برجع لربه وخطاب

وبشير عند الإياس بفضل ... وخطيب لهم بفضل الخطاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015