ملء العيبه (صفحة 192)

حيث تستنزل المواهب من بر ... رحيم ومنعم وهاب

بين شعث غبر أفاضوا عشاء ... قد أفاضوا دموعهم بانسكاب

فلكم نلت جمع شمل بجمع ... بجدا محسب بغير حساب

وبرمي الجمار وفيت نذرا ... بانقضاء الأتفاث والآراب

ثم وافيت فاستلمت وجددت ... متابا للغافر التواب

ورقيت الصفا فأحرزت سعيا ... صالحا إذ سعيت سعي مثاب

ثم ودعت وانصرفت ترجي ... عودة في تأسف واكتئاب

يا رعى الله عهد وصل تقضى ... بالغزال الربيب بين الروابي

إذ مصيفي على العذيب ونجعي ... بين ياج إلى صفاء السباب

وسقى ليلة على عذب السقيا ... سقينا بها كئوس عذاب

إذ تنص الركاب يجرين شوقا ... يتخللن بين بيض القباب

ثم زاحمن في المضيق إلى أن ... بعد لأي أجزن نجد الحقاب

يا ليالي منى لعمري لفيكن ... منال المنى ونيل المتاب

ولأنتن غرة لليالي ... في وجوه الأيام كالأذهاب

تتقضى بالذكر والشكر لله ... وجمع الأصحاب والأحباب

هل إلى عودة سبيل لنلقى ... ملطفات العتاب بالأعتاب

طال عهدي بها فهل لي إليها ... من معاد يطفي حريق التهاب

ظلت تشتاقها وأنت نزوح ... شوق صب إلى الأحبة صاب

شمت برقا يمانيا من شام ... من تهام على نوى واغتراب

بت تستنشق الجنوب وقد هبت ... بليل بليلة الأثواب

كيف جانبتها وأنت محب ... هل محب رأيته ذا اجتناب

فاحمد الله إذ بطيبة طابت ... أنت ثاو فكنت طاب ابن طاب

بين قبر ومنبر أنت منها ... غاديا رائحا بلا إغباب

في رياض من جنة الخلد تمشي ... في ممر من رسمها وذهاب

جار خير الأنام والمصطفى الهادي ... إلى الله الكريم والنصاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015