بين نعمان منزل وكساب ... جادت السحب رسمه بانسكاب
معهد للرباب سقيا لعهدي ... في رباه، سقته ذات الرباب
مربع للهوى ومرتبع الحبب ... قديما، ومجمع الأحباب
ومغاني العشاق يصبوا إليها ... كل صب فدمعه في انصباب
تربة تكحل النواظر منها ... من عماها وملعب الأتراب
ولديها الأرواح قد خوطبت قد ... ما فلبت طوعا لخير مجاب
وأقرت بالحب حقا لمحبوب ... بديع الصفات سامي الجناب
فاجتباها بقربه وسقاها ... من صفا حبه طهور الشراب
ثم آبت فألقيت ثم سكرى ... منه حتى تلقاه يوم المآب
وهي ترتاح كل عام إليها ... كلفا بالتذاذ ذاك الخطاب
أيها الساطر الفلا بحروف ... كحروف قد سطرت في كتاب
فهي تهوى إلى تهامة شوقا ... جاد تلك الرسوم هامي السحاب
أنت إما عرضت عرض بذكري ... في سراة النادي وبين صحاب
أهل ودي والنازلون بقلبي ... وإليهم في النازلات انقلابي
بيننا ذمة وعهد وداد ... قد صفا بالصفا من الأشواب
ما تناسيته لعمري، وظني ... أنهم في الهوى بهم مثل ما بي
بث شوقي إن أنت آنست منهم ... شرح شكوى أو نلت رجع جواب
ناد باسمي بين المشاعر وأنشد ... عن فؤادي ما بين تلك الشعاب
لا خلت منك مكة يا أبا اليمن ... تلقى رحبا بتلك الرحاب
حيث تضحى وأنت لله جار ... عائذ الله بين ركن وباب
ماسحا تارة وملتزما أخرى ... تمد الأستار بالأطناب
إن خلا منك مشعراها فقد كنت ... قطينا بها مدى أحقاب
طالما قد نعمت عينا بنعمان ... وشطي إلال بين الهضاب
ولكم عوارف حين عرفت ... تعرفتها حسان عذاب