صافحه كي يصفح عن سيء ... جنيته تجن الجنى المونقا
معاهد عهدي قديم بها ... لا مصرهم أهوى ولا جلقا
فاصب بها لإيراق اللوى ... وبرقها شم ودع الأبرقا
يا موقفا من بطن نعمان هل ... من موقف فيك لمن وفقا
ليلتقي من حيه منجد ... بمتهم بعد لقاء لقى
وأنشدنا صاحبنا الوزير الجليل الماجد أبو عبد الله حرس الله مجده، قَالَ: أنشدنا أبو اليمن جار الله رضي الله عنه لنفسه بالمسجد الحرام، وهو لي منه إجازة:
منازل إطرابي ومرتبع الأنس ... سقاها الحيا بين المقطم والمقس
وحيا وإن شطت ديار أحبتي ... إليها على الأشواق أصبح أو أمسى
مطالع أقمار، مجرة أنجم ... مهب صبا مربى مها فلك الشمس
منازل فيها كل ملهى ومشتهى ... ومهوى ومحبوب إلى العين والنفس
مراتع غزلان ربوع أحبة ... ملاعب أتراب، مجالب للأنس
محط صبابات، ومنشأ صبوة ... ومنزع أشواق إلى حضرة القدس
غنيت بها عن كل مغنى يشوقني ... فأنسي بها عن غيرها أبدا ينسى
تغنت بها الأطيار لا لحن معبد ... ولا نغم العيدان بالنقر والجس
وأطلق فيها الماء، وهو مسلسل ... فمطرد صحت مبانيه بالعكس
وفاء إليها الفيء فاعجب لآنس ... من الوحش، أو وحشية من مها الإنس
أحن إليها بالأصائل والضحى ... ومن حبها قد مسني شبه المس
ولو بجفون العين صافحت تربها ... أبل به المشتاق من ألم النكس.
وشعره رضي الله عنه كثير، وقد كتبنا منه جملة في غير هذا الموضع تركناه هنا اختصارا.
قرأت بخط شيخنا أبي اليمن ابن عساكر رضي الله عنه في إجازة كتبها لبعض أصحابنا ما نصه: